الرئيس ابو مازن ماذا وبعد ؟!
تاريخ النشر : 2020-10-17 23:43

اعانك الله سيادة الاخ الرئيس ابو مازن ، على اثقال هذا الزمن الذي اختارك الله له لتكون رئيسا للشعب الفلسطيني، وتعيش اصعب واخطر المراحل التاريخية التي تعيشها قضيتنا الوطنية ، التي تعيش خطرا وجوديا حقيقيا ، بعد انتصار القومية الصهيونية على القومية العربية التي لم يبقى منها سوى روحها الهائمة فوق سماء الوطن دون ان تعثر على جعرافيا تحط عليها لتجدد ذاتها وتستحوذ على مقومات نهوضها وانطلاقها ثانية .

انها تحولات كبرى وتاريخية ياسيادة الرئيس تعيشها أنت بوجدانك وروحك الهائمة والتي تحاول أن تحرس الفكرة في عمق الذات الفلسطينية لتمنعها من مغادرة الجسد لكي لاتموت القضية .
نعم العالم تغيّر بعد أن تعرض الى تلاثة انفجارات كبرى انفجار الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفيتي وانفجار الربيع العربي وانفجار كورونا فأنا لا أخفي مراقبتنا الشديدة كفلسطينيين لهذه الانفجارات وما أحدثت من خلخلة ابستيمولوجية ناهضة نحو التفكيك والقاء قضيتنا في يم العدم حيث ولدت من رحم هذه الانفجارات قضايا عربية جديدة غطت بثقلها وجسدها على جسد القضية الفلسطينية خاصة في زمن ترامب الذي وضع قوانين تجاوزت السائد وفرضت واقع سياسي جديد ولا أنسى التطبيع الاماراتي البحريني لذا فالمطلوب منا أن نستيقظ ونعلِي من وتيرة وعينا وادراكنا لروح المرحلة التي نعيشها والتي تفرض علينا الغاء الانقسام وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية واعادة تفعيل حركة نضالنا على كل الجبهات ومختلف الصعد وأن نتخلص من واقع اوسلو الذي تجاوزه الزمن وأصبح شيئا من الماضي بعد أن تخلّى عنه اعداءنا قبل أن نطالب أنفسنا بالتخلي عنه .

نعم سيادة الرئيس مطلوب منا تفعيل يقظتنا الفلسطينية كأداة معرفية نستطيع من خلالها مقاربة وفهم واستيعاب تغيرات هذا العالم لكي نحمي قضيتنا وفكرتنا ومشروعنا لحين تبدّل هوية هذا الزمن وتغيير موازين القوى في زمن لاحق وممارِسة تمرين الضرورة للاهتداء الى الخيارات والبدائل فالمرحلة تستحق منا التفكير مليّا والتأمل كثيرا كي لاتضيع منا الفكرة وتغادر أجسادنا معلنة موتنا الفيزيقيّ .

وفّقك الله ونصرك فأنت قائد اختارك الله لتقود هذا الزمن الفلسطيني الصعب ولتجتاز بشعبك وقضيتك نهر الشريعة الترامبيّ الذي تخلى فيه عن روح الشرعية الدولية وتبنّى الحل التوراتي لقضيتنا الفلسطينية .
كلّي ثقة ويقين بأنك قادر بثباتك وعزيمتك وايمانك وعقلانيتك على تجاوز هذا الممر الإجباري الذي تكالبت فيه الأمم من العرب والعجم على قضيتك العادلة فأنت خير من حمل هذه الأمانة وأوصلها الى بر الأمان والكينونة المتجذرة الحاضنة لشقيها التاريخي والجيولوجي (الجغرافي) ...

فكما يقول الفيلسوف هرقليطس أنه لايمكن للمرء أن ينزل الى النهر مرتين لذا فإن الزمن الفلسطيني قادم لامحالة وسننتصر على هذا الزمن العبري ونهزمه بعد تغيير مفاعيل الزمن الحالي وقدوم زمن الصين العظيم .