من نانا الي هبوش(أشواك)
تاريخ النشر : 2020-10-25 22:39

عزيزتي هبوش،أحيانا يمر مني الوقت بسرعة رهيبة،تتبعثر أوراقي وتتشتت أفكاري، اركض خلف الزمن وتجتاحني كل هواجس الكرة الأرضية بقاراتها الخمسة ،ابحث وأفتش عن شيء علي ما يبدوا إني فقدته منذ فترة طويلة، لكني لا أريد ان اعترف بذلك،اضلل نفسي واقمعها حتي لا تستقر أفكار الرحيل بداخلي، أحاول اللحاق به في الحواري والميادين وفي مواقف السيارات المتسخة بأكياس البلاستيك وأكواب القهوة الورقية وإعقاب سجائر السائقين وبقايا أناس سحقتهم الحياة فانصهروا كالحديد ليصبحوا إشكالا مرعبة تمشي بلا روح.أفتش عن شيء فقدته في أماكن كثيرة يرعبني فيها أصوات التكاتك والعربات التي تجرها حمير مستنزفة حتي آخر نقطة قوة فيها. ويرعبني فيها إشكال البشر الذين يتسكعون في الشوارع والطرقات. ويقفون علي قدم وساق عندما تمرين من إمامهم. ينتفضون فجأة ويحذفون عليك كل كلمات  التنمر والتحرش المتسخة مثل اشكالهم مثل رش المطر. ،لكني وأخيرا اكتشف أن هناك شيئا يسير علي عكس اتجاهي تماما ويسابق الزمن وحثي عكس الجاذبية، يفتش هو أيضا عن شي لا يعرف ما هو. كل ما يريده هو أن يهرب ويهرب ولا احد يعرف الي اين؟ اشعر بان ضربات القلب تزداد عندي واني بحاجة الي مزيد من الهواء.

  لقد تغيرت عاداتك يا هبوش لم تعودي تتذكرينني كما كنت في السابق. ولم اعد أبدا يومي وصباحي من عندك بعد ما أحكمت الطوق علي نفسك. لم تعودي تضعي الورود والحكم الجميلة علي صفحتك التي كانت تصنع ابتسامتي مع فنجان قهوتي. أصبحت بدلا من ذلك تضعي أشياء مبهمة مزعجة متشائمة،مما يزيد من شعوري انك تنغلقي علي نفسك أكثر فأكثر.

لقد أصبحت تغو صين في الغموض لدرجة أني أحيانا لا اصدق نفسي انك هبوش. لم يعد الحديث معك أمرا سهلا علي الإطلاق بل علي العكس في كل مرة انتظر مصيبة تنفجر في وجهي. لقد أصبحت تصنعين لي المصائب كما تصنعين ألحلوي لقد, فقدت القدرة يا هبوش علي الحديث عن ايجابيات الحياة وتركزين فقط علي سلبياتها. غريب أمرك،عندما تعاقبين الآخرين علي أشياء لم تكن مقصودة. الكل منا يخطي. وهناك فرق كبير بين من يخطي من دون قصد وبين من يتعمد الخطأ. تعاقبين برش الملح علي الجرح ,وتعاقبين باللامبالاة وهو أكثر ما يقتل الإنسان. أصبحت مثل صمت القبور. اعرف أن هناك ميتا لكني لا اعرف أبدا ما الذي يدور من حوله.

 تعرفين يا هبوش مدي اهتمامي بك ولا أريد التخلي عنك في هذه الظروف القاسية و السيئة. ولا في ظل أي ظرف من الظروف, ولكن من الواضح أن اهتمامي لم يعد بالمهم. ربما تكوني علي حق. عندما تغلق كل الطرق وتضمحل الفرص وتصبح الحلول بعيدة. يصبح الاهتمام عديم الجدوى. ساترك كل شيء كما هو فموقفي منك لا تغيره ظروف ولا حتي حروب, ولكني بصدد أن تمنحني الحياة معجزة ففي الحياة معجزات ربما ذات يوم تأتي المعجزة,وربما تكون كل طموحاتي ذاهبة مع الريح..