"واشنطن بوست": بوتين حقق انتصارًا استراتيجيًا بإبعاد تركيا عن ناغورني قره باغ
تاريخ النشر : 2020-11-21 17:16

واشنطن: رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق انتصاراً إستراتيجياً في التوصل لاتفاق سلام في إقليم ناغورني قره باغ، في ظل الصراع العسكري الذي تجدد مؤخراً بين أرمينيا وأذربيجان، إلا أن هناك مخاطر لا تزال قائمة.

وقالت الصحيفة، في تقرير إخباري نشرته مساء الجمعة: إن "الحرب انتهت في إقليم ناغورني قرة باغ الآن، بناءً على اتفاق السلام الذي تم برعاية روسية، ولا يزال الطرفان الأرميني والأذري يقومان بإحصاء تكاليف تلك الحرب".

وأضافت أن "بوتين ظهر بوصفه صانع قرار مؤثرا في الصراع المستمر منذ أكثر من 30 عاماً، ويعود إلى عصر الاتحاد السوفيتي السابق. ووفقاً لاتفاق السلام، سيتم نشر ألفي جندي من قوات حفظ السلام في ناغورني قرة باغ، وسوف يعزز الوجود العسكري الروسي ما ينظر إليه الكرملين على أنه نطاق النفوذ الروسي في أرمينيا وأذربيجان، وكلاهما من الجمهوريات السوفيتية السابقة".

واعتبرت أن ذلك "يمثل أيضاً ثقلاً مضاداً للخصم الجيوسياسي المتمثل في تركيا، الحليف المقرب لأذربيجان، والعميل الرئيس للنفط والغاز في بحر قزوين، حيث كان دعم أنقرة لباكو عنصراً حاسماً في الحرب“، منوهة إلى أن "بوتين نجح في صدّ الطموحات التركية بإرسال قوات حفظ سلام تابعة لها إلى ناغورني قره باغ، وبدلاً من ذلك سوف ترسل قواتها إلى أذربيجان للمشاركة في مركز مراقبة بجوار روسيا".

ونقلت الصحيفة عن مايكل ماكفول، مدير معهد "فريمان سبولجي" للدراسات الدولية في جامعة "ستانفورد" قوله: إن "ما فعلته روسيا هو تقنين للانتصارات على الأرض، ويمثل هذا الاتفاق انتصاراً دبلوماسياً حقيقياً بالنسبة لبوتين، ويسمح له بلعب دور في صنع السلام، هذا ما كان يحلم به بوتين ورفاقه على مدار 20 عاماً من أجل الهيمنة الإقليمية".

وأشارت إلى "بعض المخاطر المتعلقة باتفاق السلام في الإقليم المضطرب، حيث قالت إنه لا يعالج أساس الأزمة التي اندلعت من أجلها الحرب في عام 1990، والخاص بوضع ناغورني قره باغ، حيث يحذّر محللون من أن الهدنة ربما لا تستمر على المدى الطويل طالما لم يتم الوصول إلى اتفاق سلام شامل.

وقال لورانس برورس، خبير شؤون القوقاز في "شاتام هاوس“ بحسب الصحيفة: ”سوف أكون متردداً في إطلاق لفظ اتفاق سلام على ما حدث، ولم يتم ذكر ناغورني قره باغ في الوثيقة، بالتالي فإن هذا لا يمثل أساساً لحل على المدى البعيد للصراع“، لافتا إلى أن ”الهدف طويل الأمد بالنسبة لروسيا يتمثل في الحفاظ على نفوذها في أرمينيا وأذربيجان، ولكن يتعين على موسكو التوفيق في علاقاتها مع الدولتين، وهي مهمة حساسة تتطلب مهارة خاصة، إذا أرادت منع نشوب صراع في المستقبل".