بوريل: لولا دعم الإتحاد الأوربي المالي للسلطة الفلسطينية لأصبحت غير موجودة
تاريخ النشر : 2020-12-04 00:05

بروكسل - يورونيوز: قال جوزيب بوريل نائبُ رئيس المفوضية الأوروبية، أنه لولا دعم الإتحاد الأوربي المالي للسلطة الفلسطينية لأصبحت غير موجودة.

جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها قناة "يورونيوز" مع بوريل تناولت العديد من الملفات واخر المستجدات على الساحة العربية والدولية، هذه تفاصيلها:

أمام الاتحاد الأوروبي ملفات عدة عالقة يجب عليه حلها في مجال سياسته الخارجية، بدء من إعادة بناء العلاقة مع واشنطن إلى وضع قواعد اللعبة مع الصين وصولا إلى التحديات التي فرضتها تطورات العلاقة مع دول الجوار، تركيا كمثال.

قبل عشر سنوات أُنشِئت الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية لتحقيق هدف واحد، وهو جعل أوروبا تتحدث بصوت واحد، وذات أهمية كبرى في العالم أجمع. يمثل هذا الصوت حاليًا جوزيب بوريل، نائبُ رئيس المفوضية الأوروبية.

يورونيوز: أعتقد أن الحديث بصوت واحد لم يكن سهلا، في البداية، هناك 27 دولةً عضوا في الاتحاد ولكل دولة وجهةُ نظر مختلفة في كثير من الأحيان. وبلد واحد لديه حقُّ نقض أي قرار. هل تعتقد أنه وفي مرحلة ما يمكن للاتحاد الأوروبي تجنّبُ حدوث تنافر بين الدول الأعضاء؟

جوزيب بوريل: "الحديث بصوت واحد، يبدو طموحًا للغاية بالنسبة لي. سأكون راضيًا إن اصبحنا فرقة مضبوطة بشكل جيد، لا يهم أن يكون لدينا صوتًا موحدا بل أن تتبع جميع الأصوات النتيجة عينها رغم أن لكل منها نغمة خاصة بها".

يورونيوز: عندما تتحدث عن هذه الجوقة الصغيرة، هل هذا يعني أنك تؤيد الانتقال إلى تصويت الأغلبية المؤهلة؟ إن كان الأمر كذلك، في أي المجالات؟ جميعها أم بعضها؟

جوزيب بوريل: "في جميعها بالنسبة إلي، لكن ليس فقط في ما يتعلق بالسياسة الخارجية بل أيضا في السياسة المالية. كما يتعين الآن الموافقة على التنسيق المالي في الميزانيات بالإجماع. لذا، يمكنك تخيل التحولات والتوازنات التي يجب القيام بها لإرضاء الجميع".

ماذا عن السياسة الخارجية؟

جوزيب بوريل: "فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أدرك أن لا أحد يعلن الحرب إن لم يوافق الجميع على القيام بها. لحسن الحظ، نحن لا نعلن الحروب، نحن نضع مهام تساهم في تحقيق السلام أو نقوم بفرض عقوبات على أولئك الذين ينتهكون القوانين الدولية. لذا، لا ينبغي أن يكون القيام بهذا الأمر بهذه الصعوبة، ليس بالضرورة بالإجماع. وبهذه الطريقة نتجنب شهورًا من المناقشات التي أحيانًا لا تأتي بنتائج".

يورونيوز: تشغل هذا المنصب منذ عام واحد. وتتحدث دائما عن الحكم الذاتي الاستراتيجي. تقول إنه مهم بالنسبة لأوروبا. ما الذي يجب أن يتكون منه هذا الحكم الذاتي الاستراتيجي؟

جوزيب بوريل: "إنها القدرة على التصرف بمفردك عندما يحتاج الأمر. ما هو عكس الحكم الذاتي؟ التبعية، الواحد يكون إما مستقل أو تابع. هل يريد أي شخص أن يكون تابعا؟ لا أعتقد. إذا يجب إلا يهدف كيان سياسي مثل أوروبا إلى أن يكون تابعًا بل مستقلًا".

يورونيوز: لنتحدث عن أمور محددة، لأن الحكم الذاتي الاستراتيجي له العديد من الجوانب الممكنة في الدفاع. لكن للحديث أكثر في مايخص المواطنين: الاستقلالية التكنولوجية، مثلا، تطوير شبكات الجيل الخامس. هل يمكن لأوروبا اللحاق بهذا المشروع. أم أننا مُجْبَرون على الاعتماد دائما على قوى أخرى؟

جوزيب بوريل: "يعتمد الأمر على ما نقوم به. لتكون مستقلاً هناك ثمن يجب دفعه. الشاب الذي يترك منزله ليكون مستقلاً يجب أن يتحمل دفع الإيجار لأنه لم يعد يعيش مع والده ووالدته. الاستقلالية لها ثمن. الوصول إلى مرحلة البلوغ يتطلب تحمل المسؤولية، ومع أوروبا الأمر عينه. الاستقلالية لا تحصل عليها مجانا. إذا أردت العيش تحت مظلة الحماية التي تؤمنها الولايات المتحدة من وجهة نظر عسكرية بالتأكيد أنها أرخص. لكن من المؤكد أيضًا أنك تابع. إن أردت أن تكون مستقلاً، عليك أن تدفع نفقاتك الخاصة. وهذا صحيح فيما يتعلق بالتطور التكنولوجي، لأننا لا نفعل ما يكفي للحفاظ على قدرتنا في العمل. هذا ما تعنيه الاستقلالية. لدى الصين التجربة التاريخية بعد أن فقدت الثورة الصناعية وعانت قرنًا من الإذلال. وهي تعلم جيدا أن التفوق التكنولوجي أمر أساسي في العالم. كان دائما كذلك واليوم أكثر من أي وقت مضى. وهم يبذلون قصارى جهدهم للحصول عليه. ونحن الذين امتلكناها حتى الآن نجازف بفقدانها إذا لم نستثمر بما يكفي في الابتكار وفي التنمية. أو إذا قررنا الاعتماد على التقنيات التي يوفرها لنا الآخرون".

العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة

يورونيوز: دعنا نتحدث عن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. لدى بروكسل الآن آمال كبيرة بعد انتخاب جو بايدن، بعد أربع سنوات من الاضطرابات التي واكبت في عهد دونالد ترامب. وحول هذا الموضوع بشكل خاص، كنت تقوم بإعداد وثيقة تريد تقديمها إلى الولايات المتحدة حول العمل بطريقة منسّقة. ما هي أهم نقطة في هذه الوثيقة؟

جوزيب بوريل: "النقطة الأساسية هي أننا نريد أن تكون التعددية من جديد الأداة التي تقود السياسة الدولية".

يورونيوز: هناك بعض القضايا، سيكون من السهل الاتفاق عليها مع واشنطن مثل تغير المناخ. ولكن هناك أمور أخرى أكثر تعقيدا، مثل التجارة، نظرًا لحرب التعريفات الجمركية التي نشهدها. هل تعتقد أن نظام الحماية الاقتصادية القائم سيستمر؟

جوزيب بوريل: "لم نصل بعد إلى هذا النظام. ما لدينا حاليا ليس نظامَ حماية جمركية. يمكن للحماية الجمركية أن تذهب أبعد من ذلك بكثير".

يورونيوز: لكن في الولايات المتحدة، رأينا إشارات

جوزيب بوريل: "لكن دون نجاح كبير. لأن كل الحرب التجارية التي بدأها ترامب مع الصين لم تسمح له بتقليص العجز التجاري مع بكين، بل ارتفع. إن كان هدف ترامب هو تقليل العجز التجاري، فإنه لم ينجح. أي أن الأمور ليست بالبساطة التي قد يعتقدها البعض، هناك من يقول: "لدينا عجز تجاري. فلنرفع الرسوم الجمركية إذا. طبعا لا لأن ذلك يثير ردود أفعال وقد تؤدي ردود أفعال الطرف المقابل إلى نتائج عكسية".

يورونيوز: بجميع الأحوال، الولايات المتحدة تغيرت.

جوزيب بوريل: "من الخطأ الاعتقاد أنه لم تحدث تغييرات هيكلية عميقة في المجتمع الأمريكي، قد يكون ترامب المسرّعَ في حدوثها أو المحفّز أو ربما النتيجة، ولم يكن بالضرورة السبب. لكن بالعودة إلى الاستقلالية، لا أظن أنه يجب علينا التركيز على ترامب. قلنا ذلك بالفعل أمامه ويتعين علينا قولَه مجددا لمن يخلفه".

يورونيوز: فيما يتعلق بالصين، أراد دونالد ترامب أن يقود أوروبا نحو المواجهة. هل تعتقد أن الأمور ستكون الآن مختلفة مع جو بايدن؟

جوزيب بوريل: "طبعا سيكون الأمر مختلفا. لكن موقف الولايات المتحدة تجاه الصين يتعدى الخطوط الحزبية للجمهوريين والديمقراطيين. لدى الديمقراطيين أيضا نزعة للدفاع عن الإجراءات الحمائية"و "لا أظن أن ترامب والجمهوريين ومعهم أمريكا هم وحدهم من يعتقدون بضرورة وجود توازن في العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين. أعتقد أن هناك شعورًا في العالم الغربي بأنه يجب استعادة مستوى معين من الندّية في علاقاتنا مع دولة لا تزال تقدم نفسها على أنها دولة نامية".

يورونيوز: هل تعد الصين منافسا نظاميا للاتحاد الأوروبي؟

جوزيب بوريل: "نعم لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نكون بالضرورة في منافسة دائمة. هذان أمران مختلفان. المنافس الدائم يعني أن هناك أنظمة متنافسة. والعداوة التنافسية هي عندما تدخل دائما في خصومة على الأشياء. وأنا أعارض هذا الأمر".

يورونيوز: ما الذي يمكن للاتحاد الأوروبي القيامُ به لتمكين الشركات الأوروبية من الاستثمار بفعالية على أساس تكافؤ الفرص في الصين؟

جوزيب بوريل: "الحصول على اتفاق يسمح بذلك. هذا ما نتفاوض بشأنه، اتفاقية استثمار. صحيح أنه من أجل الاستثمار بالصين، نخضع لعدة شروط، لكن لا شروط مفروضة على الصين واستثماراتها في أوروبا. هذا الوضع لم يكن في الماضي سيئا بالنسبة لنا. لكنه كذلك حاليا. لأننا بدأنا نرى العواقب. ونحن نتفاوض للتوصل إلى اتفاقات، وكما قلت سابقا، ستعيد لا بل ستؤسس لتوازن معين، لأنه لم يكن هناك قط شيء من هذا القبيل. لكن هذا يعتمد على الصين ومدى إيمانها بأن مصلحتها تكمن أيضا في الإبقاء على تلك العلاقة معنا والتي تستفيد منها هي أيضا. من الواضح أن الصين مهتمة باستثمارات شركاتنا لديها".

يورونيوز: هل يمكن تجاهل قضايا حقوق الإنسان من أجل هذه الاتفاقيات التجارية؟ لقد رأينا الوضع في هونغ كونغ، ووضع أقليات الإيغور؟

جوزيب بوريل: "لا ننسى هذه القضايا أبدا. كل مرة نتحدث فيها إلى الصين نذكرهم بهذه الملفات وعلى جميع المستويات، أكان في محادثاتي مع نظيري الصيني أو من قبل رئيس المجلس أو رئيسة المفوضية. هذه القضايا هي على جدول أعمالنا".

يورونيوز: لكن هل طُرحت على طاولة المفاوضات؟ هل لديها وزن؟

جوزيب بوريل: "تم وضعها على الطاولة للنظر فيها. بمعنى آخر أود أن أقول إن هناك بعض الأشياء التي لا يقوم المرء بالتفاوض عليها إذا كان الآخر لا يريد ذلك. لكننا نريد أن تكون قضايا حقوق الإنسان والحريات جزءًا مهمًا من جدول أعمالنا. كما كانت كذلك دائما".

إيران والاتفاق النووي

لننتقل إلى بقعة أخرى من العالم، إلى إيران على سبيل المثال ..

يورونيوز: هل تعتقد أنه يمكن إقناع الولايات المتحدة، إدارة جو بايدن بالانضمام إلى الاتفاق النووي الذي عمل الاتحاد الأوروبي عليه بجهد؟

جوزيب بوريل: "أعتقد أنه خلال الحملة الانتخابية، أعرب المرشح آنذاك واليوم الرئيس المنتخب عن نيته في استئناف.. العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران".

يورونيوز: هل تشعر بالقلق من أن ينحرف قطار الحوار عن مساره باغتيال عالم رفيع المستوى يعمل في هذا البرنامج النووي، جراء ما حدث في إيران قبل بضعة أيام قليلة؟

جوزيب بوريل: "الجهة التي قامت بعملية الاغتيال، تبحث عن تصعيد للنزاع. هناك العديد من الاشخاص تعارض هذه الاتفاقية مصالحهم، وكُثُر لامصلحة لديهم في بقائها على قيد الحياة. كانت أوروبا مهتمة جدًا ببقائها. كان علينا أن نبقيها حية، القليل من السبات لكنها لم تنته بعد. الآن علينا أيضًا أن نرى ما يفكر به الإيرانيون، لأنهم قد يشعرون بأنهم خُدعوا، ولديهم كل الحق. وربما هم من لا يريدون اللعب بالأوراق نفسها مرة أخرى. لكن علينا الانتظار".

يورونيوز: وجهت إيران أصابع الاتهام كالمعتاد إلى إسرائيل. هل تبحث في الاتجاه نفسه؟.

جوزيب بوريل: "ليس لدي معلومات يمكنني التعليق عليها بشكل علني".

يورونيوز: دوليا، يبدو أن الاتحاد الأوروبي قد فقد نفوذه في الشرق الأوسط. لقد رأينا الولايات المتحدة تروّج لاتفاق بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين. رحب الاتحاد الأوروبي بهذا الاتفاق. لكن أين الفلسطينيون من كل ما يجري؟

جوزيب بوريل: "نعتقد أن تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية هو جزء من تطبيع العلاقات بين العالم المعقد بأكمله في الشرق الأوسط. لذلك، نحن نرحب بها. هذا لا يعني أننا نعتقد أن هذا هو الحل، لكنه يساعد. وهذا لا يعني أيضا أننا نسينا وضع الفلسطينيين. بل على العكس ربما في العالم اليوم، الاتحاد الأوروبي هو الذي يساعد السلطة الفلسطينية أكثر من غيره".

يورونيوز: لقد كان بالتأكيد، لكن هل لا يزال كذلك؟ هل لا زالت لدى الاتحاد الأوروبي أوراق يلعبها.

جوزيب بوريل: "من الناحية المالية، لولا الاتحاد لكانت السلطة الفلسطينية غير موجودة. الأمر لا يتعلق فقط بالمساهمة المالية، وهي كبيرة جدًا، 600 مليون يورو سنويًا. هو أيضًا يتعلق بالدعم السياسي. لكن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها إلا بالعودة إلى طاولة المفاوضات. لم يكن ذلك ممكنا مع إدارة ترامب لأن نهجها، وهذا ما ذكرناه سابقا، كان غير متوازن ومتحيز باتجاه جانب واحد. ولم تنجح، و لن تكون أساس مفاوضات تستحق هذا الاسم. ونحن الأوروبيون لدينا هدف واحد فقط، وهو إعادة إطلاق المفاوضات على أساس احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

يورونيوز: عند الحديث عن تأثير الاتحاد الأوروبي في العالم، هناك فجوات في إفريقيا أيضًا. لنأخذ مثلا الصراع القائم في ليبيا. روسيا حاضرة بشكل كبير. وتركيا أيضا. أين أوروبا؟

جوزيب بوريل: روسيا وتركيا لديهما وجود عسكري في المنطقة. ليس بقواتهم النظامية، ولكن بتدخل عسكري معترف به عبر وكلاء. ليس لديهم جنود يرتدون الزي العسكري، لم يعد هذا شائعًا. لكن من الواضح أن هناك تدخلًا يتجاوز مجال الدبلوماسية. لا تشبه حالتنا. ليس لدينا ولا نريد أن يكون لنا وجود عسكري على الأرض. ببساطة - نفعل كل ما بوسعنا لإجراء عملية سياسية تؤتي بثمارها في النهاية. لا أريد أن أتقلّد ميداليات لا أستحقها. لكننا ساهمنا بشيء ما في الحوار السياسي بين أطراف الصراع في ليبيا. وقد فعلت الأمم المتحدة ذلك أيضا. الحل الوحيد في ليبيا هو أن يتوصل الليبيون إلى اتفاق فيما بينهم. لأن أحد الطرفين لن يهزم الآخر. وحول ما أصبح ساحة معركة بالنسبة للقوى الأخرى ، لكل منها بيادق في المنطقة. تتمتع روسيا وتركيا اليوم بنفوذ في وسط البحر المتوسط ​​لم يكن موجودًا قبل خمس سنوات. أمر مشابه حدث في سوريا ويحدث في القوقاز مع إنشاء "عملية أستانا" ، حيث توصلت روسيا وتركيا إلى اتفاق حول كيفية تقاسم نفوذهما.

يورونيوز: الاتحاد الأوروبي غائب عن جميع هذه القضايا، وفي كل هذه الأماكن. ماذا يحدث؟

جوزيب بوريل: لقد كنت على اتصال مع كلا البلدين مع الوزيرين، طوال الصراع وسنواصل ذلك. لكن أوروبا ليست ... هي ليست اتحادًا عسكريًا. أوروبا ليست ناتو أوروبي. لا تملك القدرة على التدخل عسكريًا في نزاعات ليست ملكًا لها. إنها تحاول المساعدة في وقف انتشار النزاعات واحتوائها وحلها سلمياً.

يورونيوز: اتفاق تسهيلي

جوزيب بوريل: "الاتفاق التسهيلي ليس بالشيء البسيط. قوات حفظ السلام. لدينا 5000 رجل وامرأة منتشرين في جميع أنحاء العالم يحافظون على السلام أو يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ عليه من مالي إلى الصومال ومن يوغوسلافيا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى. لدينا 17 مهمة مدنية وعسكرية للمساعدة في حفظ السلام. من الواضح أننا لم نقم بإرسال هؤلاء الناس إلى وسط حرب مفتوحة مثل تلك الموجودة في القوقاز، لأنه لا مكان لهم هناك".

عقوبات أوروبية على تركيا

يورونيوز: لنتحدث عن تركيا، وهي دولة ذكرناها سابقا. هي ليست موجودة فقط في أجزاء كثيرة من العالم، بل إنها تمثل أيضًا تحديات خطيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي في شرق البحر المتوسط. أمهل الاتحاد الأوروبي نفسه حتى العاشر من ديسمبر ليقرر ما إذا كان سيقرر فرض عقوبات على تركيا أم لا

جوزيب بوريل: "لنقل لمراجعة علاقته مع تركيا".

يورونيوز: بعض الدول تمارس الضغوط لفرض عقوبات. هل يمكن أن تنجح؟.

جوزيب بوريل: "البعض الآخر متردد. كل شيء يعتمد على التقييم الذي تم إجراؤه حول ما حصل منذ المراجعة السابقة".

يورونيوز: برأيك، في أي اتجاه العلاقات متجهة؟ هل ستكون أفضل أم لا

جوزيب بوريل: "لم يكن هناك تحسينات كبرى، ولكن هذا ما يجب أن يقرره رؤساء الدول والحكومات. سأقتصر على التعبير عن تقييمي للأحداث".

يورونيوز: أفترض أن الاتحاد الأوروبي هو أيضًا رهينة اتفاقية الهجرة التي أبرمها مع تركيا. هل هذا يجعل هذا النوع من الحوار صعبًا؟

جوزيب بوريل: "رهينة، لا. انظري. هذا الاتفاق الذي أدى إلى العديد من التقييمات المختلفة، وضع حدًا لأعداد الوفيات التي تسبب بها التدفق غير المنضبط للمهاجرين. وقد رأينا جميعًا صورًا درامية لعواقب التدفق غير المنضبط ولمن يحاولون عبور البحر بطريقة خطيرة. لكن هناك ثلاثة ملايين لاجئ سوري في تركيا، ثلاثة أو ثلاثة ملايين ونصف. نحن في الاتحاد الأوروبي نقدم المساعدة في التعليم والصحة والغذاء لهؤلاء اللاجئين. يذهب المال مباشرة إليهم وبشكل كامل تقريبا". و "ذكرت هذا الأمر لأن الناس يعتقدون أننا نعطيها للحكومة التركية. كل الأموال تقريبا تذهب إلى جيوب الفقراء".

يورونيوز: لكن من الصحيح أيضًا أن هذه الأموال مخصصة لهؤلاء اللاجئين، حتى لا يدخلوا إلى الاتحاد الأوروبي. هي مثل الخدمة، أليس كذلك؟

جوزيب بوريل: "تركيا تبقيهم على أراضيها. هذا الأمر يكلف الكثير. تخيل لو كان علينا في إسبانيا أن نرحب بثلاثة ملايين شخص ونعتني بهم. ألا تعتقد أنه سيكون لدينا مشكلة في المجتمع؟".

يورونيوز: إسبانيا لديها اتفاقيات مماثلة، وإن لم تكن مفتوحة، مع المغرب ...

جوزيب بوريل: "لكن ليس لدينا ثلاثة ملايين لاجئ في الوطن".

يورونيوز: لكن بمعنى آخر، لدينا هذا العدد في المغرب

جوزيب بوريل: لكن ليس لدينا ثلاثة ملايين. وأنا أؤكد لك أن وجودهم في منزل جارك ليس هو نفسه من وجودهم في منزلك. إن كانت هي النتيجة نفسها، فلن يحدث ما حدث. ما نحاول تقديمه هو أن يحصل هؤلاء الأشخاص على الخدمات الأساسية التي يحتاجونها. لماذا يجب أن تكون تركيا هي التي تتحمل تكاليف رعاية هؤلاء اللاجئين الذين وصلوا إليها لأنها كانت الدولة المجاورة؟ علينا مساعدتهم. هل نقوم بهذا الأمر حتى لا يأتوا إلى هنا؟ السؤال بغاية الوضوح: هل يريد المجتمع الأوروبي استضافة ثلاثة ملايين ونصف مليون سوري منفي على أراضيه؟ هل يريد حقا؟.

يورونيوز: إذا هل هناك ثمن يجب دفعه؟ اقتصاديا وأيضا سياسيا

جوزيب بوريل: "لدي شعور أن الأوروبيين لا يريدون ذلك. لذا علينا إيجاد حل بديل".