ج.بوست: إحباط من إعادة عباس ترشيح نفسه لرئاسة السلطة الفلسطينية
تاريخ النشر : 2021-01-22 23:30

رام الله: على الرغم من عدم إعلان محمود عباس رغبته بالترشح لرئاسة السلطة الفلسطينية، إلا أن رئيس الوزراء محمد أشتية، أعلن في تصريح تلفزيوني أن حركة فتح رشحت عباس بالإجماع.

وفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن إعلان أشتية فاجأ العديد من الفلسطينيين، بما فيهم أعضاء في حركة فتح الذين يأملون أن تكون الانتخابات المقبلة فرصة لوصول قيادات شابة إلى السلطة.

ومع ذلك، لم يعلن أحد عن نيته للترشح للانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية حتى الآن، وهي الاستحقاق الانتخابي الأول منذ 15 عاما.

وتأتي هذه الانتخابات التي أعلن عنها الرئيس محمود عباس، الأسبوع الماضي، على المستوى الرئاسي والتشريعي للسلطة الفلسطينية المنقسمة منذ عام 2007 بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بالقوة، عقب عام من فوز الحركة بغالبية مقاعد المجلس التشريعي.

وحدد المرسوم الرئاسي 22 مايو و31 يوليو موعدا للانتخابات البرلمانية والرئاسية على التوالي، بينما تجرى انتخابات الهيئة التشريعية لمنظمة التحرير الفلسطينية في نهاية أغسطس، بحسب الصحيفة.

أول انتخابات منذ 15 عاما.. هل تستقبل السلطة الفلسطينية بايدن برئيس جديد؟

بعد 15 عاما، تعلن السلطة الفلسطينية بصورة مفاجئة، الجمعة، تنظيم انتخابات عامة في شهري مايو ويوليو المقبلين، "جاءت أمام مرحلة جديدة في عهد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن"، كما يقول المحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل.

مسؤول في فتح لم يكشف هويته يعلق للصحيفة الإسرائيلية عن ترشح عباس بقوله: "لا أرى أي سبب يجعلنا نضيع وقتنا وجهدنا في انتخابات جديدة إذا كان الرئيس عباس سيترشح لولاية أخرى".

وقال المسؤول: "في ظل الظروف الحالية، نعلم جميعا أن أي شخص ينافس الرئيس عباس ليس لديه فرصة للفوز".

وجاء إعلان عباس الأخير بإجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية بعد شهور من المفاوضات بين قادة فتح وحماس في تركيا وقطر ومصر، بحسب "جيروزاليم بوست".

اتجاهات الشارع

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه بالإضافة إلى الرئيس عباس، فإن مروان البرغوثي المحتجز لدى إسرائيل، ومحمد دحلان، مرشحان محتملان لرئاسة السلطة.

وليس من الواضح أن تدفع حركة حماس بمرشح للرئاسة، لكن يبدو أنها تتجه للرمي بثقلها في الانتخابات التشريعية التي سبق وأن فازت فيها عام 2006.

وأظهر استطلاع للرأي العام أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ومقره رام الله أن محمد دحلان لن يحصل إلا على 7 في المئة من الأصوات حال شكل قائمة مستقلة، بعكس البرغوثي الذي قد يحصل على 25 في المئة من الأصوات، مقابل 19 في المئة لصالح قائمة فتح الرسمية.

وخلص الاستطلاع إلى أنه إذا رشحت فتح عباس كمرشح لها في الانتخابات الرئاسية، فإن غالبية الفلسطينيين ستنظر إليه على أنه اختيار خاطئ.

ويعتقد 25 في المئة من الفلسطينيين فقط أن عباس المرشح الأفضل لفتح، مقابل 42 في المئة سموا البرغوثي مرشحا، وفق الاستطلاع.

وقال موالون لدحلان هذا الأسبوع إنهم إذا استبعدوا من القائمة الرسمية لفتح، فسيترشحون بشكل منفصل تحت اسم فتح أيضا، في وقت يبذل عباس وقيادة فتح قصارى جهدهم لمنع دحلان من خوض الانتخابات الرئاسية، لكن سيكون من الأصعب عليهم منع آلاف الموالين لدحلان من المشاركة في الانتخابات البرلمانية.

ولا يستفيد من هذا الانقسام المحتمل في فتح سوى حركة حماس التي تراقب الوضع عن كثب، علما بأن استطلاع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية يقول إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية سيحصل على 50 في المئة من الأصوات حال ترشحه مقابل عباس في الانتخابات الرئاسية.

ويطالب 66 في المئة من الشريحة التي شاركت في الاستطلاع عباس بالاستقالة.

في غضون ذلك، يبدو أن الجمهور الفلسطيني أقل اهتماما بالانتخابات منه بشأن التداعيات الصحية والاقتصادية الذي سببتها جائحة فيروس كورونا.