كلمات عن الانتخابات على الساحة الفلسطينية
تاريخ النشر : 2021-03-03 10:07

استبشر شعبنا خيرا وهو يرى ان ارادته قد انتصرت واقتربت من انهاء الانقسام على ساحتنا المضطربه منذ احداث الانقلاب البغيض الذى فرق الشمل وهز مسيرة شعبنا النضالية على مدى اكثر من 14 عاما قضينا جزءا منها فى مماحكات ومخاصمات والجزء الاخر فى مفاوضات لم تسفر سوى عن فشل وضياع للارض وتغول فى الاستيطان , ووصلنا بتصميم شعبنا وانتصار ارادته بقرار الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطنى , وقلنا : عل كافة المحن وما واجهناه تنتهى بعد ان تعلمنا الدروس الكثيره فى مرحلة دفع فيها شعبنا ثمنا باهظا من التضحيات وصمد فى كل المعارك وكان هو المعلم والقائد قفز عن كل الحواجز التى وضعتها القيادات وقدم الاف الشهداء والاسرى والجرحى فى معارك القدس والدفاع عن كل الوطن , ولم ينس يوما انه احوج ما يكون الى انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنيه ليزداد نضاله وتتصاعد مقاومته , وهو يرى العدوان ووطنا يغتصب .
ومن خلال مراقبتى للمعركة الانتخابية الاحظ ما يلى :
اولا :-هناك من يضعنا فى حيرة لما يدور من تصريحات ومناكفات تتمثل فى من يطرح الدعوة لقائمة موحدة بين فتح وحماس وتخرج قيادات من فتح تعارض هذا الطرح الذى يحمل معنى وحيدا وهو اقتسام السلطة بين فصيلين اسهما فى اعاقة مسيرتنا النضالية اربعة عشر عاما , وكذلك الابقاء على عدد من القيادات لا يستهان بكمها ممن تجاوزوا القدرة على الفعل المقاوم وحان لهم ان يترجلوا ويستريحوا ويتركوا الفرصة لجيل ات , لا اجد اى معنى اخر لهذه القائمة الموحده بين فصيلين حدث بينهما ما صنع الحداد وانتهى الصراع بموافقة حماس على كل منطلقات فتح فى حل الدولتين وحدود عام 67 والهدنة الابدية بينها وبين العدو الصهيونى مقابل 30 مليون دولار تنقل فى حقائب بواسطة الموساد الاسرائيلى لتحقيق هدفين وهما : الاول المحافظة على الانقسام ومحاولة تحويله الى انفصال ( ظهر اخيرا فى تصريحات بعض قادة حماس ) حول معركة الغاز فى بحر غزه والدعوة ان يكون هذا الغاز تحت سيطرة حماس وليس من حق الشعب الفلسطينى . والامر الثانى : الهدنة الدائمة والمستمرة وكاننا لا نشهد مقاومة تميز هذه الحركة عن غيرها من الفصائل وهذا ما نشهده على ارضنا الفلسطينية امام العصابات الصهيونية فى القتل والضم والتغول الاستيطانى ولا نرى فعلا مقاوما رايناه فى اواخر التسعينات فى الضفة والقطاع وبقيت اعباء النضال والمقاومة تقع على كاهل شعبنا وشبابه وفتياته ,
ثانيا :- الهجوم على الرموز المستقله , وقد تمثل هذا فى هجوم فى حديث الاخ نايف الرجوب المطول والذى يدعو الى قائمة موحده بين فتح وحماس لانهما الفصيلين الوحيدين فى ساحة العمل الفلسطينى حيث انه لم ير اثناء اعتقاله على مدى اشهر طويله اى مستقل فى السجون الاسرائيلية , وهذا تجنى على الحقيقة ونكران لالاف المعتقلين والشهداء الذين قدموا ارواحهم فى سبيل الوطن وصمدوا امام العدوان الصهيونى فى كل الساحات وحينما شارك المستقلون من كل قطاعات شعبنا فى المؤسسات الفلسطينية من مجلس وطنى او مركزى وحملوا لواء منظمة التحرير فى كل الدنيا والحركة والجهاد لم تر ضرورة للمشاركة فى منظمة التحرير الفلسطينية ويعتبرها البعض من هذين الفصيلين ان المنظمة لا تمثل الشعب الفلسطينى وهذا تجن اخر على الحقيقة واقول هنا بفخر ان الاتحاد العام لطلبة فلسطين الذى كان لى الشرف مع كل الرفاق من تنظيمات ومستقلين ان نجوب العالم ونحن نحمل الرايات الفلسطينية فى كل مكان وكذلك اتحاد العمال والمراة والكتاب والصحفيين والحقوقيين وسائر منظمات المجتمع الوطنى , استغرب هذا التجاهل لكل هذه الرموز الوطنية .ثالثا :- فى لوقت الذى تزداد فيه الهجمات الاستعمارية الصهيونية على الوطن وعلى اهلنا عرب ال 48 لا بد ان نتنازل عن مصالحنا الشخصية والفئوية ونبحث ما يعود لانقاذ الوطن كما جاء فى بيان الفصائل فى كل المحطات ان نحقق وحدة وطنية ونعيد بناء المنظمة بعناصر فاعلة مقاومة تبنى المؤسسات وتتصدى للعدوان , ولا نتهالك ورااء المصالح الخاصة وليعلم الجميع ان العدو الصهيونى يستهدف اقتلاعنا من هذا الوطن , فعلام تختلفون وتتنازعون ؟ الا تروا الصورة ممثلة فى عيون اخواتنا وامهاتنا وشيوخنا وبيوتهم تهدم واطفالهم ينامون فى العراء يتحملون الجوع والعطش وانتم تتنقلون فى افخم الفنادق والمطاعم وتركبون الدرجات الاولى فى عالم الطيران ؟ الا تشاهدوا اسرانا تداهمهم الامراض والكورونا ويفقدون الغوالى من ذويهم ويحرمون من لقاء ابنائهم ؟ فتاخذكم هذه الصور بعيدا عن المصالح الخاصة , وتتجهون الى المصلحة العامة وتتناحرون فى تكتلات تبتعد فى كثير منها عن مصلحة هذا الوطن ؟ الم يحن الوقت بعد ذلك الضياع منذ اوسلو حتى الان ان نتق الله فى وطننا وان ندرك حجم الاخطار التى تحيق بنا وباهلنا ؟ اما كفانا شرذمة ومماحكة لنتجه بقلوب صافية نعمل من اجل هذا الوطن ولا نظهر امام العالم بهذا الشكل من التناحر والخلاف ؟
ان كل المخلصين فى هذا الوطن الذين يدركوا ما يحيط به من اخطار تطاله كل ساعة بل كل دقيقه وتنال من مستقبل ابنائه وقضيته , ان هؤلاء جميعا يطالبونكم ان تخلصوا لهذا الشعب ولهذا الوطن الذى يستحق التضحية والتنازل عن مصالح واهية وفاء لارواح الشهداء والاسرى وحلرصا على زفرات الامهات ودموع الاطفال , اتجهوا الى الله والوطن والقضية حتى يبارك الله مسعاكم ويحقق النصر لشعبنا لنسهم جميعا فىانهاء الاحتلال ووحدة الوطن .