قناة عبرية تتساءل: هل يتخلى الحريديون عن دعم نتنياهو؟
تاريخ النشر : 2021-03-29 21:45

تل أبيب: رفض رئيس حزب "يهدوت هتوراه" الحريدي، موشيه غفني، الإعراب عن دعمه العلني لتكليف رئيس الحكومة الإسرائيلية وزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، بحسب ما ذكرت القناة العامة العبرية ("كان 11") مساء يوم الإثنين.

ولفتت القناة إلى أن نتنياهو توجه خلال الساعات الماضية لمسؤولين في حزب "يهدوت هتوراه"، الذي يعتبر شريكا طبيعيا في حكومات نتنياهو الأخير، للمطالبة بدعمه خلال المشاورات التي من المقرر أن تعقد مع الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، يوم الإثنين المقبل، قبل اتخاذ الأخير، القرار حول هوية عضو الكنيست الذي ستسند إليه مهمة تشكيل الحكومة المقبلة.

وتشكل مماطلة إعلان غفني عن دعم التوصية على تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة، تحديا للأخير، في ظل عدم تمكنه من حسم المعركة الانتخابية لصالح معسكره رغم تصدر حزبه، الليكود، للنتائج، وحصوله على 30 مقعدا في الكنيست الـ24، غير أن معسكر نتنياهو لم يتجاوز عتبة الـ59 مقعدا، وذلك إذا ما أضفنا إليه الدعم غير المضمون لحزب "يمينا" برئاسة نفتالي بينيت. وفق لموقع "عرب 48".

ويأتي رفض غفني لمعاجلة الإعلان عن دعم نتنياهو، في ظل غضب المسؤولين في "يهدوت هتوراه" إضافة إلى قادة الأحزاب اليمينية والحريدية بسبب محاولات نتنياهو لكسب أصوات ناخبين تقليديين لأحزابهم، ودخوله مناطق نفوذهم الانتخابية وتجييش الناخبين لصالح قائمة تحالف الصهيونية الدينية مع الفاشية التي حصلت في نهاية المطاف على 6 مقاعد برلمانية رغم التوقعات التي رجّحت فشلها في تجاوزها نسبة الحسم.

وفي غضون ذلك، توجه رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، إلى كل من رئيس حزب "يش عتيد"، يائير لبيد، ورئيس حزب "يمينا" بينيت، ورئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، ودعاهم إلى عقد جلسة رباعية عاجلة "لحلحة الأزمة السياسية وإيجاد الطريق لاستبدال نتنياهو وتشكيل حكومة مستقيمة"، على حد تعبيره.

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، أخطر المدير العام لديوان الرئيس الإسرائيلي، ممثلي الكتل البرلمانية بأن جولة المشاورات التي يعقدها ريفلين مع مندوبين الكتل ستنطلق يوم الإثنين المقبل، وأنه سيوكل مهمة تشكيل الحكومة إلى أحد أعضاء الكنيست حتى يوم الأربعاء 5 نيسان/ أبريل المقبل.

ورجّحت القناة العامة العبرية، أن يقوم ريفلين باستدعاء المرشحين المحتملين لتشكيل الحكومة إلى ديوانه الرسمي بعد الانتهاء من جولة المشاورات. فيما أمر ريفلين ببث اللقاءات مع مندوبي الكتل على الهواء مباشرة.

الطريق إلى الحكومة الإسرائيلية أو إلى الانتخابات الخامسة تمر بهذه المحطات:

    31 آذار/ مارس: الإعلان عن النتائج النهائية الرسمية للانتخابات.

    5 نيسان/ أبريل: بدء مشاورات الرئيس الإسرائيلي مع الكتل البرلمانية.

    7 نيسان/ أبريل: إسناد مهمة تشكيل الحكومة لعضو الكنيست الأوفر حظا.

    5 أيار/ مايو: انتهاء المهلة القانونية الأولى للمكلف بتشكيل الحكومة.

    إذا فشل المكلف بتشكيل الحكومة، يحق للرئيس الإسرائيلي تمديد المهلة مدة 14 يوما تنتهي في 19 أيار/ مايو

  إذا فشل المكلف مجددا بالتوصل إلى اتفاق ائتلافي، يحق للرئيس عقد جولة مشاورات لمدة 3 أيام، يُعلن بعدها عن إسناد مهمة تشكيل الحكومة لمرشح ثان يحصل على مهلة 28 يوما غير قابلة للتمديد.

  إذا فشل المكلف الثاني بالمهمة، يحق لأغلبية أعضاء الكنيست مطالبة الرئيس خطيا بتكليف عضو كنيست آخر بمهمة تشكيل الحكومة، في غضون يومين، ويمنح المكلف مهلة تصل إلى 14 يومًا غير قابلة للتمديد.

وإذا لم تشكل حكومة في نهاية كل هذه المراحل، يحل الكنيست نفسه ويتم الإعلان عن انتخابات خامسة من المرجح أن تُجرى في آب/ أغسطس المقبل.

وبعد الفروغ من فرز الأصوات، تشير التقديرات أن نسبة التصويت العامة في إسرائيل في الانتخابات التي أجريت يوم الثلاثاء 23 آذار/ مارس الجاري، بلغت 71% مقارنة بـ46.3% في المجتمع العربي. كما تشير النتائج الأولية إلى تفوق الليكود على ميرتس في حصد أصوات العرب، إذ حصل الليكود على 4.6% من أصوات المجتمع العربي في حين حصل ميرتس على 3.7%.

من جانبه، أعلن رئيس حزب "شاس" الحريدي، أرييه درعي، في وقت سابق، أن حزبه سيوصي الرئيس ريفلين بإسناد مهمة تشكيل الحكومة إلى نتنياهو كما تعهد خلال حملته الانتخابية. وأكد درعي أنه سيعمل على تشكيل "حكومة يمينيّة برئاسة نتنياهو، تحافظ على الهويّة اليهوديّة للدولة وتعمل من أجل الطبقات الضعيفة".

وتوجّه "شاس" إلى "يمينا" و"تيكفا حداشا" (أمل جديد) إلى الانضمام إلى معسكر نتنياهو.

هذا، ومارس مقرّبون من نتنياهو ضغوطات على ساعر، للتخلّي عن موقفه المصرّ على الإطاحة بنتنياهو والانضمام إلى حكومته. فقال الحاخام البارز وأحد القادة الروحانيين لقائمة "الصهيونية الدينية"، حاييم دروكمان، إن شخصًا "عزيزًا ومسؤولا مثل ساعر" عليه التخلّي عن مبدأه لأجل الشعب.

في المقابل، ذكرت مصادر في الليكود لصحيفة "يسرائيل هيوم"  العبرية، إنها "لا تستطيع فهم ساعر، توجد هنا فرصة نادرة لتشكيل حكومة يمينية – قومية مستقرّة مثلما تأملنا دائمًا"، في إشارة إلى حكومة تتكوّن من الليكود وساعر والأحزاب الحريديّة و"الصهيونية الدينية" وقائمة "يمينا"، التي يرأسها وزير الأمن السابق، نفتالي بينيت.

وتابعت المصادر أنّ "ساعر هو يمين. كل رفاقه هم ليكوديّون سابقون، يمين قومي. عليه أن يتوقّف عن مقاطعته الغبيّة هذه. توجد هنا أيديولوجيا يمينيّة قوميّة للدفع".

وعرضت المصادر على ساعر "أي منصب كبير يريده".