كي لا تستبدل تعزيز "الشراكة" بتحديث "الانقسام"!
تاريخ النشر : 2021-03-30 09:32

كتب حسن عصفور/ يبدو أن الوقت لن يطول حتى يعلن الرئيس محمود عباس تأجيل الانتخابات العامة، بكل مكوناتها رسميا، رغم ما يقال عكس ذلك من البعض كونهم لا يعلمون، ولكن ما بدأ يطفوا سريعا على سطح المشهد السياسي يشير بلا التباس أن الانتخابات لن تكون، وباتت القدس وكورونا "الحجاب الشرعي" لتمرير ذلك، مع بعض المفترقات التي ستخدم قرار التأجيل.

ورغم ان الانتخابات قدمت "خدمة هامة" بتحريكها الواقع السياسي، الذي أصابه "عفن" من نوع خاص، ليس لقطبي النكبة بل بغالبية أركان النظام وقواه، سواء عامة، ما فتح "شهية" البحث عن تغيير ما داخلي أو عبر تحديث النظام ذاته، لكنها لم تعد هي المسألة المركزية موضوعيا.

يبدو أن الانتقال من مرحلة الانتخابات الى ما بعدها، باتت قضية مركزية، وضرورة فتح ورشة نقاش وطنية عامة، للبحث في "المستقبل القادم" وكيفية إدارة الشأن الوطني العام.

من القضايا المركزية التي يجب نقاشها:

* الغاء الانتخابات تأجيلا أو بلا تحديد يتطلب تشكيل "إطار سياسي" كمرجعية متفق عليها كي يصبح "مطبخ عملي" لصناعة القرار.

* عقد مجلس مركزي فوري لتحديد قواعد المرحلة بمشاركة حركتي حماس والجهاد، لبحث آلية الخروج من المرحلة الانتقالية المفروضة الى آلية إعلان دولة فلسطين، وانتخاب لجنة تنفيذية تعيد الاعتبار لخلية القرار.

* تشكيل "حكومة جديدة" وفق قواعد يتفق عليها ضمن "الإطار السياسي"، لفترة زمنية محددة الى حين إعلان دولة فلسطين.

* مراجعة المراسيم الرئاسية بما يمنع حركة التفرد في مكونات النظام السياسي، والتي وافقت عليها الأطراف تحت ذريعة "تسهيل" العملية الانتخابية، خاصة ما يتعلق بالتشريع والقضاء، وهذا يتطلب البحث عن "آلية مشتركة" لتغييرها من جهة، ووضع قواعد مؤقتة بديلة الى حين الاتفاق على جسم تمثيلي ما.

بالتأكيد، قد يكون بعض تلك الخطوات ظالمة لبعض الأطراف التي أنجبها "حراك الانتخابات"، ولكن ذلك لن يمنع حقها في التفاعل بالشكل السياسي – المجتمعي لتحديد حضورها ومشاركتها، وقد يصبح تعديل قانون الأحزاب جزءا مهما في القادم السياسي.

النقاش الوطني الجديد يجب أن يذهب نحو قطع السبل على تخليد المرحلة الانتقالية وتكريس الانقسام، مع وجود تيارات بدأت بقوة من أجل تعزيزها بديلا لما كان مأمولا من تطوير العلاقات الوطنية نحو "شراكة سياسية"، تعمل على إعادة حركة الاشتباك الوطني مع المشروع التهويدي الاستيطاني.

لم يعد سرا أن دولة الكيان لن تقف متفرجة على تطورات المشهد الفلسطيني، وستعمل بكل السبل و"الأدوات" لاستمرار الانقسام، ولذا لم يعد ممكنا البقاء في دائرة العمل الفوضوي الذي ساد طويلا، ولو أن الأمر مرتبط بالمشروع الوطني، يجب احداث تغيير جوهري في آليات العمل والحكم.

الهروب نحو "ديماغوجية" الشعارات ليست حلا لمواجهة خطر حقيقي على "بقايا" المشروع الوطني، مع إعادة حراك سياسي دولي بدأ عبر أكثر من مظهر سواء "الرباعية الدولية" أو "رباعية ميونخ" للسلام، وجديد فرضته مبادرة الصين خماسية النقاط.

هل نشهد حراكا "نوعيا" من أجل "شراكة نوعية" أم نذهب الى تكريس الانقسام بطرق مستحدثة...تلك هي المسألة المركزية والضرورة!

ملاحظة: يوم الأرض...تلخيص مكثف أنتجته الجماهير الفلسطينية في أراضي 48...يوم للتاريخ صنع تاريخ...من مواجهة مصادرة بعض دونمات الى مواجهة ضد مصادرة المشروع الوطني...سلاما لشهداء صنعوا مجدا في يوم سيبقى تاريخا!

تنويه خاص: قيام بعض عملاء الاحتلال بتشويه نصب الخالد ياسر عرفات ببلدة طمون في جنين يكشف أن "الحقد" على الوطنية الفلسطينية متعدد الأركان...الخالد ليس نصبا يا منحطين أي كانت هويتكم!