هذه الأرض ليست للبيع " جريمة حي الشيخ جراح "
تاريخ النشر : 2021-05-11 00:53

لا تظنَّ أن السلاح سيفُزّ قلوبهم و يسكن الخوف ملامحهم و يخصعون لبنودٍ غير شرعية و يهرعون لتلبيتها ، هنا على هذه الأرض متشبثون كما جذر الزيتون و حائط البراق ، صامدون رُغم أنف العدو و اعتداءاته ، نتقدم نحو حتفنا دون مبالاة ، فكلنا للوطن و جميعنا فلسطينيون .

رغم هيمنة الاحتلال الإسرائيلي و أساليبه العدوانية في كل مدينة في الدولة لا زالت فلسطين بأكملها شامخة تقاوم سطو المُحتل و جرمه ،  و اليوم الجرائم تتصاعد في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية  الذي شهد عدوانية الجنود الإسرائيلية و تعالت صرخات سكانه و الملامح أصبحت شاحبة و مكلومة بعد اعتصارها مُر الترحيل القسري و بطش محتلٍ جبان ، لن تتضح الصورة كما تقرأ و تسمع و تشاهد لكن هل فكرت أن تكون في بيتك آمناً وسط عائلتك و الحديث يدور بينكم و فجأة يُقتحم منزلك و تطرد أنت و عائلتك من قبل جنود المحتل الغاشم دون وجود مبرر أو اقتراف ذنب ، فتشتعل نار الغصة أكثر حين تعلم أن منزلك سيستولي عليه مجموعات مستوطنة لعينة و تمتلكه ، ستتبلد و لا تعلم إلى أين ستأخذك  قدميك بعد ذلك القرار القسري و المأوى مسلوب و صرخات عائلتك خلفك و هذا يصرخ و هذه تبكي !

لم تقف بشاعة الصورة إلى هنا ، بعد نهارٍ طويل من الصيام و الجسد مُنهك في انتظار الافطار و عند آذان المغرب أنت و عائلتك على مائدة الطعام و بلحظة غدر يرعن الاحتلال أمام باب المنزل و يهددك باخلائه خلال مُهلة معينة بدون سبب حينها لم تبتل العروق بل جُفت و امتلأت قهراً و غضباً ، و في كلا الأحوال إما أن ترحل من المنزل أو ترحل روحك ! ، لا وقت للدهشة بعد موقف سماعك تشريد العائلات من بيوتهم غصباً .

الاعتصامات و المناشدات ليست سلمية كما في البلاد الأخرى ، في بلادنا من يرفع صوته و يحتج ينهالوا عليه بالضرب و استخدام القنابل المدمعة للعيون أو يُعتقل و بالغالب يُقتل بالرصاص ! ، أُُدرك تماماً بعد هذا المشهد كم أصبحت الروح في نظرك لا قيمة لها ! لكن لا عليك ربما لا تعرف أننا نواجه حتفنا على أكمل استعداد لا يهمنا الموت بِقدر الأرض و الوطن ، حيث كان نهج آبائنا إما حياة كريمة و إما الموت بشرفٍ و نحن نسير على هذا النهج و  دون ذلك الخوف و الموت للجبناء .

كل المدن في فلسطين يدٍ واحدة إن اشتد الضيق على إحداهما ناصرتها المدن الأخرى و تضامنت القلوب و رُفعت أصوات و مناشدات أبنائها وقوفاً و احتجاجاً على جريمة المحتل الغاصب ، لا ننتظر عطف الدول الأخرى أو إشارة مسؤول فاعتدنا دائماً أن نناضل و نقاوم بأنفسنا و بكل ما في وسعنا في دولةٍ فيها الكثير من الظلم و القليل من الحياة حيث لا مسؤول يسمع و لا دول تشعر ، لذا لا تخشَ على وطناً صنع أبطالاً من رحم الأرض و خاض عدة حروب و صمد رغم حصاره أعوامٍ طويلة ، هُزلت هيمنة المحتل الجبان و العار و الجحيم لكل متخاذل على بلده ، و الفخر كله لمن باع عمره ليحيي مستقبل وطنه حيث لا مستقبلاً بلا وطن ، و لا عاشت فلسطين بلا قدس !