بعد أن يتوقف العدوان على غزة
تاريخ النشر : 2021-05-15 08:55

يوم آخر عصيب مر على شعبنا. مجازر ارتكبت بحق عائلات بعد قصف البيوت على رؤوس قاطنيها، مشاهد لاطفال قضوا نحبهم تحت الانقاض . شهداء في معظم انحاء القطاع،قصف هنا وهناك . المقاومة ترد برشقات صاروخية لتأكد انها قادرة على تسديد الضربات ولا تلهث خلف تهدئة لن تصمد طويلا اذا ما بقي الحال لما كان عليه.
الضفة المحتله فعليا قدمت امس احد عشر كوكبا متمردين على ظلم الاحتلال و رفضا لحالة العجز لقيادة عزلت نفسها عن دائرة الفعل.
على الرغم من ذلك تقديري، ان لم يحدث تطورات خارجه عن المألوف  بأن العدوان على غزة يوشك على الانتهاء ،  لن يتعدى حتى يوم غدا. اسرائيل تبحث عن التخريجه التي تحفظ لها ماء الوجه . تحاول أن تحصل على  صورة انتصار لكي تبرر قرارها بوقف العدوان دون تحقيق انجاز ملموس سوى الادعاء بانها استطاعت ان تكبد المقاومة ثمن باهض. تبرير لن يقنع الاسرائيليين الذين عانوا من صواريخ غزة.
سيتوقف العدوان ، لكن  آثاره و تداعياته سترسم معالم الطريق للمرحلة المقبلة على الصعيدين  الفلسطيني و الدولي.
سيكتب الكثير عن تداعيات ما جرى في القدس و غزة و الثمانية و اربعين وما يجري في الضفة خلال الاسبوع المنصرم. اهم ما سيقال ان اسرائيل بقوتها و جبروتها و تطرف حكومتها و سيطرة اليمين على مفاصل الحكم فيها لم تعد ترهب أحد من الفلسطينيين الذين وحدتهم القدس ووحدتهم صواريخ غزة.
سيكتب بأن غزة التي كانت تعتبر متمردة منشقه وعبئ مادي و سياسي على  المشروع الوطني اصبحت بفعلها امل الفلسطينيين في كل اماكن تواجدهم واصبحت عنوان للتحدي و الصمود . 
سيكتب ان القيادة التي تسكن في المقاطعة كانت غائبة عن دائرة الفعل وان كلامها و تصريحاتها و اتصالاتها لم يعد يلفت انظار احد. قيادة بدت عاجزة مشلولة منفصلة تماما عن شعبها ، تتحدث بلغه غير مفهومه حولت   ام الجماهير اول الرصاص و اول الحجارة الى لاعب احتياط بعد ان كان لاعب اساسي على مدار عشرات السنين من هذا الصراع المرير.
سيكتب ان صواريخ غزة ، وخاصة الصاروخ الذي اطلق على القدس انتصارا للاقصى و حي الشيخ جراح و شباب القدس في باب العامود سيجعل نتنياهو وحكومته و قائد شرطته يحسبون الف حساب قبل ان يتخذون اي قرار يتعلق بالسماح للمتطرفين اليهود الاعتداء على القدس و اهلها.