"إسرائيل ستواجه بعد نحو 15 عاما مخاطر انهيار داخلية"...وفلسطينيي شقي الخط الأخضر
تاريخ النشر : 2021-05-16 23:06

بقائهم افسد الرواية والحبكة وحتى الصبيان الذين كبروا هنا عبثا حاولوا إقناع  أولادهم ان بعض ابائهم ولدوا هنا, وعجزوا عن الإجابة عن تساؤلات الأحفاد,,لماذا أسماء المناطق عربية ولماذا نرى عربا بيننا ومن اين جاءوا وحتى لو كانوا مهاجرين مثلنا أليس لهم الحق مثلنا, وفي النصوص الأدبية والأعمال الدرامية لا بد للقاص او الراوي صادقا او كاذبا ان يصل الى ذروة العمل وما يحمله من عناصر بناء الرواية والتشويق وهو ما يسمى بالحبكة او العقدة وتبدأ بعدها عناصر العمل بالتفكك وصولا لإسدال الستارة على الرواية.

ويبدوا أننا في الحلقة 73 في ذروة العقدة والحبكة وبداية تفكيك عناصر الرواية وفشل الراوي الكاذب في إقناع العالم ان أغلبية الكومبارس تقريبا 75% من رواية هم أبطال الرواية, ونجح قرابة 20 او 22% في لعب دور البطولة وسرد أحداث الرواية الحقيقة واثبات ان الكاتب والراوي مزيف وافشال محاولة يهودية "الدولة" وديمقراطيتها وبرهنوا على تطرف وعنصرية "الدولة".

-2-

ففي الحلقة الأولى لقيام ما يسمى "إسرائيل" والتي قامت على الحروب والقتل والتدمير والمجازر والتهجير, بلغ عدد السكان فيها نحو 806 ألف نسمة، 653 ألفاً منهم يهود يمثلون 81% من إجمالي السكان، والباقي من العرب يمثلون 19% من السكان, حسب قانون المواطنة الإسرائيلي، حاز المواطنة كل من أقام داخل الخط الأخضر في 14 يوليو 1952 (أي عندما أقر الكنيست الإسرائيلي القانون). هذا القانون أغلق الباب أمام اللاجئين الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم حتى هذا التاريخ، حيث يمنع منهم الدخول في دولة "إسرائيل" كمواطني الدولة. بلغ عدد العرب الحائزين على مواطنة إسرائيلية في 1952 167،0000 . بالرغم من ان السلطات الإسرائيلية منحت للمواطنين العرب حق الاقتراع وجوازات سفر إسرائيلية إلا أنها في نفس الوقت أعلنت الحكم العسكري على الكثير من المدن والقرى, والعربي بقي حتى عام 1966تحت الحكم العسكري ، فكانوا مطالبين باستصدار تصاريح للتنقل من مكان إلى آخر ، وللانتقال إلى شقة جديدة ، أو إلى مكان عمل ، أو للانتظام السياسي . وتحول العرب في "إسرائيل" من الأغلبية القاطنة في البلاد إلى أقلية.

-3-

وفي الحلقة 71 او 72, بلغ عدد سكان "إسرائيل" ، 9 ملايين و92 ألف نسمة، حسب بيان لدائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، حديث، والتي توقعت ارتفاع عدد السكان إلى 10 ملايين في العام 2024، وإلى 15 مليون نسمة في العام 2048، وإلى 20 مليون نسمة في العام 2065.وبلغ عدد السكان اليهود 6 ملايين و744 ألفا، يشكلون 74.2% من إجمالي السكان، بينما بلغ عدد السكان العرب مليون و907 آلاف نسمة ونسبتهم 21%، ويشمل سكان القدس المحتلة وهضبة الجولان المحتلة واللتين يقدر عدد سكانهما بأكثر من 400 الف نسمة. وهناك 4.8% من السكان وعددهم 441 ألفا يوصفون بـ"الآخرين" وهم بالأساس من المهاجرين الروس وليسوا يهودا.

-3-

طوال الحلقات الماضية ما بين قاصد او متعمد وعارف لمدلول التسمية وما بين غير مدرك تعددت التسميات وأكثرها لؤما "عرب إسرائيل" أو عرب 48 وفي الإعلام الإسرائيلي ما بين الوسط العربي ولضرورات الرواية اليهودية "الأقليات القومية", وهم يتمسكون ويعتزون بانهم "الفلسطينييون" , او فلسطينيو الداخل وبداهة الداخل يعني فلسطين,وان عمقهم وانتمائهم عربي إسلامي مسيحي.

يسجل لهم أنهم بقوا في قراهم وبلداتهم يقودون معركة البقاء والتصدي لسياسة التمييز والعنصرية، وتجريدهم من حقهم في السكن والمساواة. فهذه الشريحة الفلسطينية، التي رفضت التهجير على الرغم من النكبة، واصلو النضال الوطني. وما بين معركة تحصيل حقوقهم والبقاء وانتمائهم إلى شعبهم الفلسطيني في الأراضي المحتلة والشتات، وتواصلهم مع العالم العربي كجزء منهم. ومارست الحكومات "الإسرائيلية" المتعاقبة مخططات سياسية عدة، لتضييق الخناق عليهم، واستهداف وجودهم. وخلال فترة طويلة منعتهم من التطور والتقدم؛ فهي لم تثق بهم يوماً، ورأتهم خطراً دائماً على أمنها وسياستها وخريطتها الديموغرافية، وحاولت تنفيذ أكثر من خطة تهجير قسرية، عرضها رؤساء حكومات ووزراء وباحثون من اليمين الإسرائيلي ورفض فلسطينيي 48 المغريات الكثيرة التي عرضت عليهم وكان أبرزها ما عرضه اليميني أفيغدور ليبرمان، خلال فترة منصبه وزيراً في الحكومة "الإسرائيلية"، بالحصول على مبالغ مالية طائلة والتنازل عن الهوية الإسرائيلية والهجرة إلى دولة أجنبية. و خطة تبادل الأراضي، التي ما زالت تطرح حتى اليوم، وشملتها صفقة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي ترمب، تعني نقل بلدات المثلث التي يسكنها فلسطينيو 48 إلى السلطة الفلسطينية، مقابل ضم مستوطنات لمنطقة نفوذ إسرائيل.

-4-

طوال حلقات المسلسل 73 تجاوزت الشريحة الفلسطينية 48 اليأس، وافشلوا محاولات المؤسسة الإسرائيلية لتهويدهم من خلال لغتهم العربية وقادوا معركة طويلة، حتى اعترف بها لغة رسمية، وأدخلوا تعديلات على مناهج التعليم، ونجحوا في إدخال محطات وطنية في المدارس، أبرزها "يوم الأرض"، الذي سقط فيها ستة شهداء في سبيل الدفاع عن أرضهم، وأحداث أكتوبر (تشرين الأول) 2000، التي تضامنوا خلالها مع أبناء شعبهم الفلسطيني عند اندلاع انتفاضة الأقصى، وسقط بينهم 13 شهيداً. كما خاضوا الانتخابات البرلمانية أحزاباً وطنية، إلى أن توحدوا في القائمة المشتركة التي شملت جميع الأحزاب الوطنية، برئاسة أيمن عودة عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وتمكنوا من تحويل "الكنيست" إلى منبر لطرح قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية والوطنية، وواجهوا من هناك القوانين العنصرية التي صادق عليها البرلمان بأكثرية تشكيلته. إلى جانب هذا، دشنوا لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطينيي 48، التي يقودها اليوم عضو الكنيست السابق والقيادي في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة، وهي تعد أكثر الأطر السياسية الفاعلة في بحث وطرح قضاياهم، بجوار القائمة المشتركة.

-5-

واصلت الدولة "الاسرائيلية" والتي تدعي الديمقراطية الزائفة سياسة التمييز والعنصرية في مصادرة الغالبية العظمى من أراضي الفلسطينيين، وقد أقيم كثير من البلدات اليهودية على أراضي بلدات عربية مجاورة وعلى حساب تطور وتقدم سكانها العرب. ، لتشكل هذه البلدات مرآة لسياسة التمييز العنصري. فلا بنى تحتية للشوارع، ولا مناطق صناعية، فضلاً عن الازدحام السكاني الكبير، ونقص النوادي والقاعات الرياضية، حتى الخرائط الهيكلية غير متوفرة، وإن وجدت فلا تلبي حاجاتهم.وضيق الخناق عليهم في مجال السكن، ووضعت العقبات أمام رخص البناء، ما اضطرهم إلى البناء من دون ترخيص، لتصدر عشرات الآلاف من أوامر الهدم. كل هذا نتيجة السياسة الإسرائيلية التي أبقت البلدات العربية من دون خدمات محلية، مقابل ازدهارها في البلدات اليهودية،. وقد اعترف وزراء وسياسيون إسرائيليون بسياسة التمييز هذه، وحذروا من تعميقها وتداعيات ذلك على "إسرائيل".

"إسرائيل" باحزابها اليمين المتطرف والوسط حتى بعض اليسار المتهالك امام سيطرة العنصرية واليمين والتطرف الديني وخلال سنتين اجرت اربع انتخابات متتالية بكلفة لا تقل 4 مليار دولار لانهم لا يريدون ضم أعضاء كنيست عرب الى حكوماتهم, وهل يجرؤ أي احد من الشرطة "الإسرائيلية" او المؤسسة التعامل مع أي مستوطن او إسرائيلي محتج او يحدث شغبا هنا او هناك كما تتعامل بوحشية وعنصرية كما تتعامل مع أي عربي نظريا من المفروض ان مواطن وله نفس حقوق المواطن الاسرائيلي وحقه بالاحتجاج والرفض والانتقاد.

-6-

في عام 2008  حذرت دراسة جديدة من أن إسرائيل ستواجه بعد نحو 15 عاما مخاطر انهيار داخلية تهددها أكثر من القنبلة الإيرانية والجيوش العربية، منوهة لفقدانها السيادة على أطرافها في ظل اختزال ذاتها في "دولة تل أبيب".وتحت عنوان "دولة تل أبيب تهديد لإسرائيل" واستعرضت الدراسة الأكاديمية التي صدرت عن جامعة حيفا آنذاك ما سمته مخاطر السياسات الخاطئة وعوامل الانهيار الذاتي.......وأشارت الدراسة التي أنجزها الجغرافي البروفسور أرنون سوفير إلى الظاهرة الكونية الراهنة المتمثلة بازدياد حجم المدن الكبرى وتعاظمها ديمغرافيا واقتصاديا على حساب الأطراف، جراء الهجرة لها وتركيز الموارد العامة فيها.......ويوضح سوفير أن الكيان الإسرائيلي يتقلص يوما بعد يوم وينحصر في منطقة تل أبيب، حيث تتركز الموارد الجوهرية المختلفة ويتزايد عدد اليهود فيها، بينما يستمر ضعف "الأطراف اليهودية" نتيجة التمييز في الخدمات والفرص، والاحتكاك المتواصل مع فلسطينيي 48.........................

....... ويضيف "وتتسع الهوة في مستوى المعيشة بينهما باستمرار، حيث يتمتع سكان تل أبيب بثقافة كونية غنية بجودة حياة عالية، وينغمسون بملذاتها وسط لا مبالاة لما يجري في الأطراف".

ويؤكد أنه إذا استمرت هذه الحالة ستطبق إسرائيل بيديها قرار التقسيم من العام 1947، وستختزل وجودها في شريط ساحلي يمتد من حيفا إلى عسقلان مرورا بتل أبيب بالوسط......

لأن إسرائيل لن تقوى عندئذ على الحياة زمنا طويلا والعام 2020 تقريبا هو البداية".

وتشير الدراسة أيضا إلى أن اليهود في فلسطين التاريخية اليوم باتوا يشكلون 49.2% من السكان فقط، وتتوقع تراجعهم لـ41.8% عام 2025، مذكرة بوجودهم وسط بحر عربي وإسلامي.

وتقدم الدراسة نماذج كثيرة لحالات مشابهة تعرضت لانهيارات سياسية جراء اختلاف الأطراف عن المركز من النواحي الإثنية والاقتصادية والخدماتية، منها جنوب السودان وكردستان وأذربيجان وجنوب لبنان ويوغسلافيا وأوكرانيا والكيبك في كندا وغيرها.....


و يشير سوفير لخطورة عدم تماثل المواطنين العرب سياسيا ووطنيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا مع الدولة، بل يرون فيها عدوا حولهم من أغلبية لأقلية قومية منذ النكبة وسلبهم حقوقهم وما زال يضطهدهم.

وتدعي الدراسة أن فلسطينيي 48 يلعبون دورا في نشوء حالة الانطواء و"دولة تل أبيب" على خلفية تزايد عددهم في الأطراف وتفضيل اليهود فيها على الرحيل للمركز خاصة في ظل استمرار التوتر بين الشعبين داخل الدولة.........وتحذر من أن هناك احتمالات كبيرة من أن تتشكل قوى فلسطينية عبر شقي الخط الأخضر تعمل سوية لإقامة دولة فلسطينية كبيرة.