أوجاع وطن
تاريخ النشر : 2021-05-17 01:02

قسوة القتل ام بشاعة المشهد، مقاتلات حربية تستعرض عضلاتها يقودها مهوسون بالقتل وارتكاب الجريمة يطلقون قذائفهم على كل شيء، أصوات الانفجارات تنبعث في كل مكان، أبراج سكنية تنهار بعد ان حطم صمودها صاروخ وحولها الى ركام، سيارات الإسعاف تطلق صافراتها، ليحل الفزع والرعب في كل مكان، كل شيء تغير، وغزة لم تعد كما كانت فقد تشوهت ملامحها الجميلة وحل محلها الخراب، لأنها ناصرت اهل القدس في قضيتهم وساندت أهالي الشيخ جراح،

لا اعتقد ان هناك انسان لديه شعور وحس انساني لم يهتز وهو يرى صورة رضيعة تخرج من بين الأنقاض فقدت كل عائلتها في مشهد يدمى القلوب تفاعل معه الجميع الا الناطقين الرسميين لهذه السلطة البائسة، و معهم سفرائها الذين اغلقوا هواتفهم و لم نسمع انهم اجروا مقابلة او شاركوا في فعالية تخاطب الرأي العام العالمي, اخذ زمام المبادرة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي و نشروا الصور التي توضح حجم الكارثة التي حلت بوطنهم الا ان إدارة المواقع قامت بحظرهم و حذف منشوراتهم وكأن الجميع اتفق على افساح المجال لانتشار الرواية الإسرائيلية التي تتهم غزة بانها الباغية في خيانة واضحة لكل القيم والمبادئ,, و مع ذلك لم نسمع صوت من اشبعونا برم لو كلمة عتاب على أصحاب تلك المواقع ,,

الا اننا في كل كارثة جديدة نمر بها، يحضرنا السؤال عن موقف رئيس هذا البلد، ولماذا هذه المرة استخسر فينا حتى تسول الموقف التضامنية، ويصر على الصمت أي نوع من الرؤساء هو؟ ما الذي ينتظره بعد كل هذه الصفعات؟ عديم الشرعية يعيش في إقامة شبه جبرية يتحكم في تحركاته جندي صغير ويتفاخر بانه يعيش تحت بساطير الاحتلال برغم ان مؤسسته الأمنية عبارة عن مجموعة من المخبرين،

شعب بأكمله يستهزئ به وبأقواله، حتى الذين كانوا يبحثون له عن مبررات ويدافعون عنه رفعوا أيديهم وابتعدوا بعد ان استهلكوا كل ما لديهم من نفاق، رئيس بهذا القدر من الضعف أفقدنا الاحترام، رئيس لا يتقن سوى رد الفعل المتأخر والذي تفوق اضراره منافعه وكأنه اتى من خارج فلسطين ليحكمها ففوجئ بتعقيدات المشهد،

حماس التي تصارع في الميدان وتحاول جاهده ان تبقى صامدة ومعها اهل غزة في معركة غير متكافئة أصبح القرار الفلسطيني يسير نحوها وان التفاوض لابد وان يكون من خلالها، لان الطبيعة لا تقبل الفراغ وان الخونة والمتخاذلين مهما بلغوا من مكانة سوف تدور عليهم الدوائر وتطردهم خارج المشهد،