لا تخطفوا "مقاومة" أهل الشيخ جراح والقدس "الناعمة"!
تاريخ النشر : 2021-06-08 09:04

كتب حسن عصفور/ يبدو أن "الثقافة الحزبية" تصر أن تصادر كل تطور كفاحي فلسطيني إيجابي بطريقتها، الى ذاتها، ما يبدو أن فعلها ليس من أجل قضية وطنية بل استخدامها لترسيخ حزبيوتها التي تتعاظم الى حد باتت وكأنها "ذات مقدسة"، لم يعد ممكنا المساس بها، كما وصف أحد قيادات إسلاموية في الضفة فصيله، ما قبل الحدث الفلسطيني والمواجهة الأخيرة مع دولة الكيان، في مؤشر أن تضخيم "الذاتوية" لم يكن صدفة متربط بحدث بذاته، بل برؤية يتم التحضير لها.

ودون المساس بالقيمة الجوهرية لمعركة الـ 11 يوما، وما أنتجته سياسيا وليس عسكريا، فما تلاها من ثقافة تسرق فعليا كثيرا من تلك الإشراقة الكفاحية، بدأت تبرز في الأيام الأخيرة ما يمس جوهر المعركة الوطنية وتقزيمها الى حدود فصائلية لتحقيق "مكتسبات ذاتية"، دون تدقيق فيما سيكون من آثار ضارة لاحقة، ودون مصادرة الحق في استثمار ذلك أيضا لتعزيز مكانتهم في الخريطة السياسية المتشابكة.

فمعركة الشيخ جراح وسلوان ومسيرة الأعلام في القدس، تأخذ منحنى كفاحي يستحق كل التفاعل الوطني، وكيف بات "وسم" الشيخ جراح وحي سلوان وما يرتبط معها مسيرة الأعلام، حاضرا برقيا في الخبر العالمي، ولم يعد هامشيا، وبالتأكيد معركة الـ 11 يوما لعبت دورا هاما في تلك الانطلاقة، ولكن ما تلاها من تطور المواجهة الشعبية، واختراع "أشكال" متنوعة قاعدتها "القوة الناعمة"، يمثل فعلا إبداعيا يستوجب عدم المساس به، او محاولة خطفه لأغراض حزبوية.

التلويح المتلاحق، بأن الجانب العسكري وصواريخ غزة، هي من يقرر حركة المواجهة تترك أثارا غير صحية على جوهر المعركة الآن، بعد ان باتت في مقدمة الأحداث العالمية، ويجب أن تكف كل الفصائل عن التلويح بالعسكرة، والدفع بدلا منها، الى تنمية القوة الناعمة الثورية، واعتبارها قاطرة المواجهة مع سلطات الاحتلال وأداتها الإرهابية.

مشهد عائلة الكرد وهي تحتل الإعلام بكل لغاته، يمثل نموذجا حيويا، كيف لعائلة من ثلاث أشخاص تمكنت من كسر كل الحواجز لنقل واقع معركة الشيخ جراح، كيف لأهل سلوان ورئيس الحي زهير الرجبي رسموا طريقا أعاد حضور أحيائهم لتصبح رمزا مضافا في معركة البقاء الوطني، وهوية المدينة المقدسة عاصمة فلسطين الدولة التي تتنظر قرارا رسميا فلسطينيا لتكون فعلا فاعلا.

تطور أشكال "المقاومة الناعمة"، ظاهرة أربكت دولة الكيان، فالتحدي الإنساني خارج المقاومة المسلحة، أصبح عنوان الفعل المقدسي، بكل زواياه، ولعل ما نشرته وسائل الإعلام العبرية عن بائع عصير الفاكهة في جبل المكبر، حكاية من حكاوي "المقاومة الناعمة" التي تدخل إرباكا يفوق كثيرا غيره، عصير فواكه باسم "انتفاضة القدس" يوزع على المواطنين، أجبر سلطات الاحتلال على شن "حرب" ضد محل عصير فاكهة، نقلت تفاصيلها وسائل إعلام عبرية.

منذ زمن غابت أشكال المقاومة الشعبية المميزة ضد العدو القومي، وبعد "هبة السكاكين" التي تم اغتيالها بفعل مشترك، بدأت راهنا تنطلق أشكال مبدعة مميزة وجديدة من أدوات الفعل الثوري الفلسطيني، ترسم علامة مضافة كما كان الحجر يوما رمزا للانتفاضة الوطنية الكبرى أواخر 87، وأصبح رمزها الحجر رمزا لكل فعل ثوري، واليوم تضيف القدس بمقاومتها الناعمة رموزا كفاحية لمسار الرموز التي أنتجتها حركة الشعب الفلسطيني.

تعزيز البعد الشعبي للمقاومة الناعمة هو الفعل المطلوب ولا غيره، وليت البعض يخفض كثيرا من صوت ينهك تلك الصورة التي تغزو كل مكان إعلامي وخبري، وباتت أسماء منى ومحمد وجنى ونبيل وزهير وآخرون تضيء كل وسائل الإعلام، وبكل اللغات.

لا تدعوا "حزبويتكم" تسرق ضوء المقاومة الناعمة لأهل القدس بكلام ليس وقته وربما ليس مكانه...!

ملاحظة: ما نشر عن وثيقة التكوين الحكومي في دولة الكيان تفرض عزلا وطنيا شاملا على أتباع الجماعة الإسلاموية، التي شرعنت تهويد الوطن والاستيطان في آن...#المنبوذ_منصور_عباس!

تنويه خاص: يوم 7 يونيو 1995 رحل الشيخ إمام...اسم ليس كغيره من الأسماء..فنان سجل التاريخ أنه  دخل سجنا بسبب فنه لـ "مصر يا مه يا بهية يا أم طرحة وجلابية الزمن شاب وأنتى شابه هو رايح وإنتى جايه"..رحل الشيخ وبقي إماما للموهبة والانتماء!