لقد بلغ الوطن أرذل العمر
تاريخ النشر : 2021-06-18 08:47

ينتظرنا خراب كبير يصعب تجاوزه فكل شيء وصل الى مداه في الهبوط وعلى كافة المستويات والساحات الحياتية، التي باتت تشكل عوامل بؤس وضياع نعيشه يوميا ونتجرع مرارته بصمت، ومعه شعورنا بعار عجزنا ونحن نتابع مدى الوهن الذي أصاب قضيتنا، لان هناك من يعتقد انه يمتلك الحق الحصري للتلاعب بالوطن وشعبه دون الاخذ في الاعتبار ان قاعدته السياسية أصبحت في خطر،
قد لا اشعر بالحرج او العتاب النفسي ان قلت ان الرئيس عباس يؤدى دوره من خلال أفكار قديمة كانت قد ترسخت في عقله الباطن , و ها هي تطفو على السطح بعد ان الت له الدنيا بملكوتها , فمن المعلوم عندما يكبر الانسان و يبلغ من العمر ارذله تبدأ معاول الهدم بازلة كل مراكز قواه حتى يصبح يواجه صعوبة في ممارسة أداء الحياة اليومية , و تشتد الحالة بدخوله مرحلة الخرف او ما يعرف بالزهايمر و هو مرض طبيعي يعمل على فتح أبواب الذاكرة على مصرعيها بلا مصدات او قدرة على التحكم فيما يخرج من اللسان , و لو استحضرنا الذاكرة لاكتشفنا اننا قابلنا في حياتنا نماذج قد قامت بتصرفات مخجلة استدعت الى إخفاء الشخص الخرف عن اعين الناس حتى لا تطرب اسماعهم من ابداعاته ,
نحن نعيش هذه المأساة بتفاصيلها , فعباس يمتلك شخصية نرجسية لا تقبل ان يراجعها او يحد من تصرفاتها احد , و تلك النفسية القت بظلالها على الحياة السياسية بعمومها فدفعته للتغول مستخدما أدوات بمسميات كبيرة تجيد الهز و تحنى رؤوسها دون حرج , فساعدته في هدم كافة السلطات و نصبت بسطاء على رأس المؤسسات الرقابية لتنفيذ أوامره دون اعتراض او حتى تفكير , انتقم من كل شيء , اصدقاءه و حلفاءه ,, مؤسسة الشهيد ياسر عرفات , بلا مواقف واضحة يغلب عليها التراجع ,يعلن الانتخابات العامة ثم يتراجع, يمنح موافقته على المبادرة المصرية لإيجاد مخرج لحالة الانقسام ثم يتراجع , ذاكرته تنعشه بشراهة حبه للمال فيندفع و يمارس ادواره الخبيثة لأجل ان يكون المال ماثلا امامه حتى و لو كان على حساب الفقراء و المعدومين مما دفع الكثيرين للاقتناع بان هذه السلطة تمارس الكراهية و الحقد على غزة و تسلك كافة الطرق الملتوية لأجل اخضاعها رغم معرفتها بحقيقة مواقفها الهشة ,
نحن نقف اليوم امام طابور طويل اصطف فيه كل هؤلاء الذين استنزفوا مرات رسوبهم في كافة مناحي الحياة دون ان يعترفوا و لو على استيحاء بانهم فشلوا في كل التجارب التي خاضوها موهمين انفسهم بانهم يمتلكون قاعدة شعبية عريقة بإمكانها الدفاع عنهم , كيف لرجل يمتهن السياسة و لا يتوفر له الحد الأدنى من دعم الشارع , يثق في منهجه و رؤيته السياسة , الا لو كان يعتمد على الدعم الخارجي الذى نتائجه تخرج عن السياق الوطني , و هذا يدفعنا للقول و دون مبالغة كبيرة ان الحركة الوطنية الفلسطينية التي تقودها فتح الحالية قد توقفت عن الوجود الفاعل و أصبحت اقرب الى الجثة يمتطى صهوتها هؤلاء الذين حولوا المعركة الى نزاع على شرعية الحكم و تمثيل الشعب عوضا عن اكمال مسيرة التحرير و مساعدة الناس في تحقيق احلامهم ,
وبرغم انه لم يعد ممكنا التعايش مع هذه الصراعات والمماحكات المجنونة، ولا التعايش مع هذا الشلل الذي أصاب النظام السياسي ولا التعايش مع هذا الفشل الذريع، ولا التعايش مع تغييب إرادة الشعب، الا اننا أصبحنا نتعايش مع هذا الواقع ونقدم الأدلة والبراهين للأجيال القادمة باننا ارتكبنا الخيانة بحقهم وحق مستقبلهم وتركنا لهم فوضى عارمة كي نتجنب البراكين التي قد تفجرها أقلام عباس