"ديبكا" العبري: تعهد إسرائيل لأمريكا بـ"التهدئة" مع إيران يحمل مخاطرة كبرى
تاريخ النشر : 2021-06-19 22:00

تل أبيب: تعهد مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية الجديدة أمام الإدارة الأمريكية، خلال الأيام الأخيرة، بعدم الإقدام على خطوات مفاجئة بشأن الملف الإيراني النووي، وهو ما ظهر من تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الوزراء البديل، يائير لابيد، خلال حديثه مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكين، يوم الخميس.

وصدرت تأكيدات مماثلة من جانب رئيس الوزراء نفتالي بينيت، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه فور توليه المنصب مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكذلك خلال زيارة وزير الجيش بيني غانتس إلى واشنطن قبل أسبوعين.

وحسب تقرير موقع "ديبكا" العبري،  المتخصص في الملفات العسكرية والاستخبارية يوم السبت، جاءت هذه التعهدات قبل أول انعقاد للمجلس الوزاري لشؤون الأمن السياسي ”الكابينيت“ الجديد، المقرر يوم الأحد، مشيرًا إلى أنه مع تعهد هذه الشخصيات بعدم الإقدام على مفاجآت بشأن ملف إيران، فقد جاءت المفاجأة الأولى من جانب واشنطن، ودون رد إسرائيلي.

تفاؤل مفرط

واستشهد الموقع، بإشارة صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، يوم الجمعة، إلى قرار الرئيس بايدن بشأن سحب قوات أمريكية من الشرق الأوسط، ”بعد أن تراجع الخطر الإيراني في ظل اقتراب توقيع طهران على الاتفاق النووي“.

ووفق الموقع العبري، كانت صحيفة ”نيويورك تايمز“ المقربة من بايدن، قد تحدثت، الخميس الماضي، عن ”قلق خبراء أمريكيين في ملف السياسات الخارجية من محاولات الرئيس بايدن الحديث عن كل المشاكل والعقبات بتفاؤل مفرط، ما يدل على حالة من السطحية أكثر من كونه يدل على سياسات راسخة، للحد الذي قد يعني أنه يغض الطرف عن الواقع“.

وذكر ”ديبكا“، أن الولايات المتحدة وكونها قوة عسكرية واقتصادية كبرى يمكنها أن تتبع مثل هذه السياسات، ولكن السؤال هو ”كيف يمكن لإسرائيل أن تتعاطى معها؟، وهل كان ينبغي أن تتعهد إسرائيل ورئيس حكومتها أمام واشنطن بعدم الإقدام على مفاجآت بشأن إيران؟“.

القنبلة النووية الأولى

وتابع ”ديبكا“ أن إدارة بايدن تواصل التفاوض مع طهران حول الاتفاق النووي الجديد رغم تحذيرات كيانات استخبارية أمريكية بأن إيران تعمل بشكل ممنهج من أجل امتلاك السلاح النووي.

وذكر أن خبراء، مثل الخبير النووي الدولي ديفيد أولبرايت، أكدوا أن إيران وصلت إلى نسبة 60% من تخصيب اليورانيوم.

ورأى الموقع أن إيران تحتاج إلى عام وثلاثة أشهر تقريبًا لكي تمتلك الكمية الكافية لبناء قنبلة نووية.

وبين أنها لو استعانت إيران بمجموعة أخرى من أجهزة الطرد المركزي، سيمكنها تقليص الفترة الزمنية إلى 8 أشهر فقط، ولو زادت من أعداد مجموعات أجهزة الطرد المركزي التي يمكنها تخصيب اليورانيوم إلى 60%، سيتطلب الأمر منها 4 أشهر فقط لإنتاج المواد اللازمة للقنبلة النووية.

سيناريو فزع

وعبر خبراء الموقع، عن مخاوفهم العميقة من تداعيات امتلاك إيران السلاح النووي، ورسموا أحد السيناريوهات لإمكانية استخدامه ضد إسرائيل، بأن تلقي طائرة مدنية إيرانية قنبلة نووية أمام سواحل إسرائيل، الأمر الذي سيحدث موجة تسونامي ستدمر كل المدن الساحلية الإسرائيلية بما في ذلك تل أبيب وغوش دان وصولًا إلى وسط البلاد، وأن إيران ليست في حاجة لآلاف الصواريخ، إذ تكفيها قنبلة نووية واحدة.

ولفت الموقع إلى أن هذا الأمر ليس من بنات أفكار خبراء الموقع، ولكنه ضمن تقديرات صادرة عن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

وتابع أن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي: "سيحمل معه مثل هذه التقديرات إلى واشنطن خلال ساعات، وسوف يخبر الأمريكيين بأن إسرائيل لم يعد يمكنها أن تنتظر أكثر من ذلك، ولن تتغاضى عن التطورات التي يشهدها البرنامج النووي الإيراني".

ونوه إلى أنه من الصعب الافتراض أن رئيس الأركان الإسرائيلي سيحاول أو أنه سينجح في تغيير السياسات الأمريكية القائمة على التفاؤل المفرط، والتي ينتهجها الرئيس بايدن، كما أنه لن ينجح في منع الإدارة الأمريكية من التوقيع على اتفاق مع إيران.

واختتم بأن كوخافي على الأقل سيؤكد أمام الأمريكيين أن إسرائيل لن يمكنها أن تسمح لنفسها بالصمت، وأنها ”لا تتعهد بأنها لن تقوم بمفاجآت بشأن الملف النووي الإيراني“، على خلاف تأكيدات مسؤولي الحكومة الجديدة.