السفينة "ألتالينا" دليل على تاريخ العصابات الصهيونية الأسود
تاريخ النشر : 2021-06-20 23:46

عصابات مسلحة ومتطرفة، مرتزقة مدفوعين بالمال والاغراءات المختلفة، جاءت باليهود إلى أرض فلسطين، تناحرت فيما بينها، وأسست لكيان شرذمة تحكمها المؤامرات على أرض السلام فلسطين. وتعد عصابة (أرغون ايتسيل- المنظمة العسكرية القومية) من بين هذه العصابات، أنشئت في العام 1931م، واعتُبرت من المنظمات الإرهابية المتطرفة، وانطلقت أعمالها الارهابية في 14 تشرين الثاني 1937م، ونفذت عدد من العمليات ضد العرب، وصعّدت عملياتها ضد الانكليز لتغيير سياساتها حول شراء اليهود الأراضي في فلسطين وإقامة المستوطنات عليها والهجرة إلى فلسطين، وقامت بتفجير فندق الملك داود بالقدس في 22 تموز 1946م، عقب إعلان وزير خارجية بريطانيا ارنست بوين عن سياسة بريطانيا. ونفذت إيتسيل مذبحة دير ياسين في 9 نيسان 1948م والتي راح ضحيتها أكثر من (200) من أهل القرية، كما شاركت في معارك 1948م. وأخيراً أعلن زعيم العصابة مناحيم بيغن عن تأسيس حزب "حيروت" بدلاً من إيتسيل التي ذابت في الجيش.
في العشرين من حزيران 1948م دمرت الباخرة "ألتالينا"، بقرار من دافيد بن غوريون أول رؤساء اسرائيل، وهي السفينة التي سيّرتها (ايتسيل) من أحد موانىء جنوب فرنسا، وحملت على حوالي 920 مهاجراً وعتاداً عسكرياً (5000 بندقية -250 رشاش قصير المدى– 5 مجنزرات– 5 مليون رصاصة وكميات من القذائف المضادة للدبابات) ومستلزمات طبية. وبعد أن وصلت "ألتالينا" إلى شاطىء فيتيكين (بيت دجن) بعد الإعلان عن قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وانضمام ايتسيل إلى الجيش.
وعزمت قيادة ايتسيل على تخصيص 20% من السلاح الموجود على ظهر السفينة للوحدات الاستقلالية التابعة لها في القدس- التي تخضع للانتداب البريطاني- ما ينقض اتفاق إسرائيل مع بريطانيا، وأرادت ايتسيل تسليح مجموعاتها التي ألحقت بالجيش. وطلبت الدولة من "ايتسيل" تسليم السلاح ومحتويات السفينة، ولكن مناحيم بيغن رئيس ايتسيل رفض ذلك، فاعتُبر تمرداً، وقررت اسرائيل تدمير "ألتالينا".
أفرغت السفينة "ألتالينا" كامل حمولتها على شاطئ فيتيكين، وأسند إلى وحدة قتالية من "ايتسيل" مكونة من (300) عنصر بقيادة "ميريدور" (نائب بيغن) بحماية السفينة وما عليها، وبدأت الوحدة (89) من لواء الكسندروني عملية القضاء على السفينة ألتالينا بقيادة موشي ديان، حيث حاصرت الشاطئ، واشتبكت مع قوة "ايتسيل" وفصلت بينهم وبين السفينة وبين شحنتها الموجودة على الشاطئ، ثمّ لاحق السفينة في عرض البحر، وبعد أن حطّت على شاطئ يافا "تل أبيب" هاجمتها بالمدافع، حتى دمرتها وسيطرت على حمولتها. وكانت حصيلة المعركة مقتل (19) شخصاً، منهم (16) من منظمة ايتسيل، و(3) من أفراد الجيش، واعتقل أفراد ايتسيل، وأنهى الجيش ما أسماها بحالة التمرد. عقب ذلك فرّ بيغن وقيادة ايتسيل إلى عرض البحر، وبقوا هناك لفترة وجيزة، حتى انتهت الأزمة. بعد ذلك ذابت منظمة ايتسيل في الجيش، وأسس مناحيم بيغن حزب (حيروت) وشارك في الحياة السياسية لدولة الاحتلال.
نكتب اليوم في ذكرى تدمير السفينة ألتالينا لنؤكد على أنّ إسرائيل كياناً تحكمه المؤامرات منذ اقامته على أرض فلسطين، وشرذمة جمعتها المصالح والمال والارهاب، وكانت معركة السيطرة على ألتالينا خير دليل على اجرامهم وحقدهم الأسود.