هل يُشكّل سلام فياض.. "حكومة" فلسطينية جديدة؟
تاريخ النشر : 2021-07-04 23:46

 "قال فيه: أنه بعد تصدّر اسم رئيس الوزراء الأسبق سلام فياض، أنباء المشهد الفلسطيني المأزوم والمُحتقن بل المُفخّخ، خاصة بعد توتر العلاقات بين فتح وحماس خصوصاً تأجيل/فشل الحوار الفلسطيني/الفصائلي الذي لعبت القاهرة دوراً رئيسياً في التحضير له, خاصة إثر نجاحها في إقرار وقف النار بين حماس/الجهاد والعدو الصهيوني، عاد الغموض يُخيّم على نتائج الزيارة اللافتة التي قام بها فياض الى قطاع غزّة أوائل الأسبوع الماضي.

ما رفع منسوب التكهّنات بإخفاق مساعيه في إقناع حماس بما رام العمل عليه، خاصة مشاركتها في حكومة وحدة وطنية/توافقية غير فصائلية مثلاً برئاسته، تُعنى بالملفات الداخلية وعلى رأسها ملف إعمار القطاع، الذي شكّل نقطة خلاف رئيسية بل أكثر حدّة مما كانت الحال عليه, عشيّة وبعد الإعداد لحوارات القاهرة التي تم تأجيلها الى أجل "غير مُسمّى".

وإذ راجت شائعات كثيرة حول مشاورات ولقاءات غير علنية بين الرئيس عباس وفيّاض، الذي كان استقال/هناك من يقول أُقيل/عام 2013 بعد ست سنوات متواصلة، أعقبت الانتخابات التشريعية التي لم يفز فيها حزبه/الطريق الثالث، سوى بمقعدين...واحد له والآخر لحنان عشراوي، التي استقالت مُؤخراً من عضوية تنفيذية منظمة التحرير.

لم يتم تأكيد لقاءات عباس/فياض, رغم تسريبات عديدة تحدثت عن ذلك بل وذهبت بعيداً في الحديث عن "نصائح" قدمها فياض لعباس, بعدم الرهان على إدارة بايدن في شأن استئناف "عملية السلام/ الحوار مع اسرائيل" وأنه (فيّاض) سيُولي الشأن المحلّي والمصالحة بين فتح/حماس أهمية خاصّة, رغم أن الأخيرة سبق واعتبرته خصماً لها، لكن زيارته اللافتة في توقيتها للقطاع، والحماية الأمنية التي وفّرتها له، عكست ضمن أمور أخرى أنها التقته واطّلعت منه على أسباب زيارته, وهو الذي لم يزر غزة منذ تولّت حماس مسؤولية القطاع بعد مواجهات/2007.

توقف فيّاض خلال زيارته عند معبر رفح الرابط بين القطاع ومصر، ما أثار تكهنات بإمكانية اعتماد المعبر لإدخال "مواد" الإعمار من خلاله، بعيداً عن تعنّت اسرائيل ومحاولاتها ربط مسألة الإعمار بإنهاء ملف تبادل الأسرى/الجثث مع حماس، قبل الشروع في فتح المعابر إضافة الى أن لقاءات فيّاض مع شخصيّات وفعاليات سياسية/اجتماعية غزيّة، لم تكن لتحدث لو أن الرجل كان مجرّد زائر, أراد الوقوف على حجم الدمار الذي ألحقته آلة القتل الصهيونية في القطاع المحاصر وسكانه.

من هنا يصعب أيضاً تجاهل رفض تيار لا يُستهان به داخل فتح لعودة فيّاض الى مقدمة المشهد الفلسطيني الراهن، خاصّة ان الأخير دُفِع للاستقالة بعد وصول خلافاته مع فتح مرحلة حرجة لم يعد أمامه سوى التنحّي، خصوصاً أن الانتخابات التشريعية لم تمنحه (وحِزبه) قوة أو وزناً سياسيّاً مُؤثرّة, بعدما ظنّ كثيرون أن "الطريق الثالث" يمكن أن يشكل حيثيّة معينة بين حماس/وفتح, فإذا به لا يحصد سوى مقعدين, ما لبثت عشراوي أن انشقت عنه وبقي وحيداً.

في السطر الأخير....

ثمة مؤشرات بأن "فيّاض" لم يفقد حتى الآن احتمالات العودة لترّؤس حكومة, يمكن أن تُحدِث اختراقاً في المشهد الفلسطيني الراهن, خاصّة بعد تشكيل حكومة بينيت/ لبيد الاستيطانية اليمينية, إضافة الى "الّلامبالاة/البرود" المحمول على انحياز واضح لإسرائيل, التي تُبديه ادارة بايدن إزاء ما توصف عملية السلام, بعدما اطمأنت بأن جولة جديدة من المواجهات بين اسرائيل/وقطاع غزّة غير واردة في المنظور القريب, ناهيك عن اتساع الهوّة بين فتح/وحماس بدليل تواصل التراشق الإعلامي بينهما بشكّل شبه يومي, وان كان هناك من ?ستنتج بأن زيارة فياض لقطاع غزّة "فشلت" عندما اكتفى (فيّاض) بالإشارة الى زيارته "منزل" الرئيس الراحل عرفات في غزّة, دون ذِكر أي كلمة عن اجتماعاته ولقاءاته في غزّة, أو حتى "إنطباعاته" عن الكوارث/المآسي التي قارفها الفاشيّون الصهاينة هناك.

عن الرأي الأردنية