تقرير خاص: هل اشتعلت الحرب التقنية بين المنصات الفلسطينية وإسرائيل؟
تاريخ النشر : 2021-07-17 23:45

القاهرة - أحمد محمد: تتواصل ردود الفعل، عقب قرار مجلس شركة “فيسبوك” العالمية، بإغلاق صفحة إحدى الوكالات التابعة لحركة حماس، لتزيد ما يمكن وصفه بـ "حرب إلكترونية" بين العرب وإسرائيل، وهي الحرب التي تتواصل وربما تشتعل بين الحين والآخر مع التصعيد السياسي والأمني بين الطرفين. 

وتمثل أبرز المواقع التي تم إيقافها "موقع أمد" على سبيل المثال، والذي تم إيقاف صفحته عبر منصات التواصل الاجتماعي مرتين، وعقبها حساب "وكالة شهاب" التي قالت في بيان صحفي لها: "إن شركة فيسبوك تواصل (حربها) على وسائل الإعلام الفلسطينية والمحتوى الفلسطيني عامة ومنصة وكالة شهاب للأنباء على وجه الخصوص.

وأفاد تقرير للتليفزيون البريطاني، أنه في الآونة الأخيرة، اشتكى نشطاء فلسطينيون وعرب من عمليات تقييد أو حجب حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مشاركتهم منشورات تدعم القضية الفلسطينية.

ويقول التليفزيون: " لا يعد الحديث عن حملات لإخفاء المحتوى الرقمي الفلسطيني أمرا جديدا، إلا أن البعض أشار إلى "ارتفاع ملحوظ في مستوى تلك الحملات، خاصة بعد أحداث حي الشيخ جراح وما تبعها من تطورات".

ومن ناحيتها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها: إن الكثير من الفلسطينيين يبدعون عبر منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يزيد من أهمية ودقة ما يقوموا به من جهود تثير كثيرا ضيق إسرائيل.

اللافت أن بعض من التقارير الدولية تزعم بأن السبب الرئيسي في اتخاذ شركة “فيسبوك” لهذه الخطوة، يأتي على إثر ما يمكن وصفه بالتحريض على العنف، والهجوم الذي شنته الوكالة سواء عبر الأخبار أو منصات الفيديو التي تعرضها ضد إسرائيل، الأمر الذي دفع بإدارة موقع “فيسبوك” إلى العمل على وقف هذه الصفحة وإزالتها من الشبكة العنكبوتية، وهو ما يمكن أن يحصل أيضًا مع الكثير من المنصات وحسابات “فيسبوك وتويتر” بشأن هذه القضية. 

أحمد الشيخ، استشاري المنصات الرقمية في شركة ميديامايز للاستشارات في بريطانيا، يقول لـ"أمد للإعلام": "إن إيقاف المواقع بات مثل الأسلحة العسكرية، ولعل هذا ما جعل القضية تطرح نفسها على أجندة قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن، خلال قمتهما الأخيرة، لدرجة أن الرئيس الروسي صرح قبل القمة بأنه مُستعد لعملية تبادل مع الولايات المتحدة تشمل المتهمين بعمليات قرصنة إلكترونية".

ويشير الشيخ، إلى قضية أخرى تتعلق بتوقف مواقع الإلكترونية عالمية عن العمل مؤخرًا، لافتًا إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة سبب التوقف وحسم ما إذا كانت عملية قرصنة استهدفت خوادم شركة فاستلي الأمريكية التي تقدم خدمات الإنترنت لمواقع هيئات وشركات ومؤسسات إعلامية عالمية، حيث إن الخلل أصاب الشركة التي تقدم خدمات الإنترنت للمواقع، ولم يحدث الخلل في المواقع نفسها. 

ولكن في حالات أخرى يُهاجم القراصنة مواقع بعينها، وذلك بطرق مُختلفة منها: زيادة حجم استخدام الموقع بشكل وهمي، ما يؤدي إلى انهيار الموقع ومنها أيضًا اختراق الأنظمة الأمنية للموقع مثل ما حدث في واقعة شركة تويتر، حسب استشاري المنصات الرقمية.

عمومًا فإن من الواضح أن ما يسمى بحرب "الانترفاضة" باتت ماثلة وواضحة بقوة الآن بين العرب وإسرائيل، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد التقني المرتبط بالصراع الفلسطيني مع إسرائيل.