تجدد الاحتجاجات في ايران.. هل سنشهد السيناريو التونسي مع بن علي؟!
تاريخ النشر : 2021-07-30 11:31

يواصل أهل الأحواز احتجاجاتهم ضد النظام الإيراني مدعومة بحراك شعبي متضامن ومتزايد في العديد من المدن الإيرانية، مع تفاقم أزمة العطش وانقطاع المياه بمحافظة خوزستان التباعة لإقليم الأحواز العربية والذي يعاني من مخططات لتغيير ديمغرافيته البشرية بالمزيد من التهميش والاقصاء من برامج التنمية لإجبار سكانه من العرب على المغادرة.
ان القبضة الأمنية وسلسلة المداهمات التي تقوم بها الحكومة الإيرانية ضد الشعب الأعزل الذي خرج بمطالب اجتماعية بعيدة كل البعد عن الكالب السياسة، ماهي الا خير دليل على ان القمع الذي تمارسه طهران ضد الاحواز هو عن سابق إصرار لإخماد أي محاولة لانتقال مطالب محرمة بالنسبة للنظام الإيراني الذي فقد البوصلة بعد أن صدحت أصوات المتظاهرين  بعبارة قوية وغير مسبوقة كعبارة «الموت لخامنئي" فيما هتف آخرون "أبناء اللور والعرب أخوة لا يفترقان"، في تأكيد على رفض مساعي النظام ومؤيده إثارة النعرات القومية والعنصرية في خوزستان.
منذ بداية الاحتجاجات في خوزستان في 15 من يوليو الجاري، تم قطع أو تعطيل الإنترنت والكهرباء في المحافظة، وكذلك في أجزاء أخرى من إيران، واتسعت الاحتجاجات في مدينة بجنورد وغيرها من المدن المجاورة، دعماً للمحتجين في محافظة خوزستان جنوبي إيران الذين يطالبون بتوفير المياه ومع اتساع رقعة الغضب في ايران تجد الحكومة نفسها مكبلة وعاجزة عن امتصاص الغضب الشعبي المتصاعد من خلال سياسة التهدئة بالوعود التنموية في حين ان الاقتصاد الإيراني يعاني من أزمة اقتصادية خانقة جراء تبعات الوباء والمزيد من التضييق الذي تمارسه واشنطن وحلفاءها  ضد نظام الملالي .
ان تجدد الاحتجاجات، مساء يوم الثلاثاء، ماهي الا دليل واضح عن افلاس السلطة على قدرتها بمعالجة المسائل التي تهدد الأمن القومي وتحقيق مطالب اقل ما يقال عليه انها اساسيات الحياة الإنسانية، ومع ان النظام الإيراني يعلم جيدا من خلال التقارير الاستخباراتية أن سوء الأوضاع الاجتماعية يضع إيران على فوهة بركان الا انه يقف عاجزا عن إيجاد حل لمشاكله الداخلية ولا حلفاء قادرين على مساعدته في تجاوز وضع قد يؤدي الى انهيار النظام ككل.
وفيما يبدوا ان القوى العظمي تبارك هذا الحراك الشعبي وتدعمه من خلال مساندة الأصوات المطالبة بسقوط نظام الملالي، وحسمت إدارة فاسبوك الجدل وأعلنت انها لن تقوم بالتضييق على أي وسم من شأنه ان يزعج السلطات الإيرانية احقاقا لمبدأ حرية الشعب الإيراني في التعبير عن مطالب سياسية واجتماعية عبر الفضاء الأزرق، ويقرأ أيضا من كل الاحداث الجارية في الداخل الإيراني أن رقعة الاحتجاجات من الممكن ان تمتد الى مناطق أخرى لتصل الى طهران التي بإمكانها احداث الفارق على اعتبارها عاصمة البلد.
ربما أن إيران تشهد سيناريو تونس في ثورتها التي انطلقت من المدن الجنوبية الفقيرة الى ان بلغت منتهاها في العاصمة التونسية واسقطت نظام بن علي، ان ما يجرى في الاحواز العربية وساحة ولي العصر في بهارستان بأصفهان وفي إيوان غرب، وفي بهارستان قد يكون الشرارة المنقدة لإيران من نظامها الإرهابي الذي تسبب في عزلة إقليمية ودولية للشعب الابراني وازمات اقتصادية متواصلة لطالما تم قمعها بالحديد والنار، الأيام القليلة القادمة ستشهد المزيد من المفاجئات في إيران وقد تخبأ