واشنطن بوست: إدارة بايدن لا تزال بلا استراتيجية في سوريا
تاريخ النشر : 2021-08-03 00:00

واشنطن: كتب جوش روغين في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه بعد مضي نصف سنة على تسلم هذه إدارة الرئيس جو بايدن مهامها رسمياً، فإنها لم تتوصل بعد إلى استراتيجية جديدة لمعالجة النزاع المروع في سوريا، الذي مضى عليه 11 عاماً. وبينما يسود التردد الحكومة الأمريكية، فإن الوضع على الأرض يتردى، وتستغل موسكو وطهران والنظام هذا الوضع لمصلحتها.

ويواجه فريق بايدن السؤال نفسه الذي واجهه أسلافه من الرؤساء: ما هي الخيارات-بعيداً عن التدخل العسكري؟.

ويقول: "كي نكون منصفين، فإن إدارة بايدن لم تتجاهل سوريا كلياً". فالشهر الماضي عمل الرئيس شخصياً على منع روسيا من قطع آخر طريق للمساعدات الإنسانية إلى محافظة إدلب، حيث يوجد ثلاثة ملايين نازح سوري كان في الإمكان أن يموتوا جوعاً. والأسبوع الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن عقوبات جديدة على ثمانية سجون سورية.

خطوات غير كافية

لكن بالنسبة للسوريين الذين تأملوا خيراً بوعود بايدن وبلينكن لقيادة جهود دولية جديدة لحماية المدنيين والدفع في اتجاه حل سياسي للنزاع، لا تعتبر الخطوات الأخيرة كافية. وعلى الأرض السورية، فإنه بالكاد تمكن ملاحظة الوجود الأمريكي.

ومنذ تم حل مسألة المساعدات الإنسانية في مجلس الأمن، زادت روسيا والنظام من هجماتهما في إدلب بحسب ما قال لي رائد الصالح رئيس الدفاع المدني السوري المعروف ب"الخوذ البيض".

وأضاف أن "الإدارة الأمريكية قدمت هذه المسألة على أساس أنها انتصار، لكن لا أحد يركز على ما تفعله روسيا والنظام الآن. لا نعرف ما هي الإستراتيجية الأمريكية الجديدة حيال سوريا. ولا نعتقد أن سوريا على لائحة أولوياتهم".

وأبلغ إلى روغين عدد من المسؤولين في إدارة بايدن، أن الإدارة تركز الآن على الوضع الإنساني في سوريا وترى في التراجع النسبي للعنف، أمراً جديراً بالحفاظ عليه. كما أن فريق بايدن متفائل بحذر في شأن إجراء مزيد من المفاوضات الأمريكية-الروسية حول سوريا. بيد أن المسؤولين يعترفون بأن استرتيجيتهم الديبلوماسية لا تزال بحاجة إلى تحديد، وبأنها تتوقف على الخلاصات التي ستتوصل إليها، المراجعة الداخلية التي لا تزال قيد النقاش.

وقال مسؤول بارز في الإدارة إن "سياستنا حيال الأسد لم تتغير. ونرى أنه يتعين علينا العمل في المقام الأول على التخفيف من المعاناة الإنسانية...ومن بعدها العمل مع الشركاء والأمم المتحدة من أجل حل سياسي. ولا نزال نجري مراجعة حول كيفية تجميع كل هذه العناصر مع بعضها".

ممثل خاص لسوريا

وعلى بلينكن تعيين ممثل خاص لسوريا، يأخذ على عاتقه تنشيط الجهود الديبلوماسية. وعدم تعيين مثل هذا الممثل يوجه رسالة واضحة مفادها أن سوريا ليست أولوية بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية، بحسب معاذ مصطفى المدير التنفيذي لفريق الطوارئ السوري، الذي هو عبارة عن منظمة غير حكومية تدعم المعارضة السورية. وقال إنه في حال استعاد الأسد إدلب فإنه لن تكون لديه أسباب للتفاوض.

ويواجه فريق بايدن السؤال نفسه الذي واجهه أسلافه من الرؤساء: ما هي الخيارات-بعيداً عن التدخل العسكري؟.

وهناك أثمان ومخاطر للعمل في سوريا بناء على المراجعة التي تجريها إدارة بايدن بالنسبة إلى السياسة التي يتعين تبنيها. لكن عدم الإقدام على أي عمل هو خيار تترتب عليه أثمان ومخاطر أيضاً. والإعراب عن الأمل بأن الوضع لن يتجه نحو الأسوأ لا يعتبر استراتيجية.