"ثغرة الناصرة" لن تلغي القيمة التاريخية لـ "عبور جلبوع الكبير"!
تاريخ النشر : 2021-09-11 09:48

كتب حسن عصفور/ في اليوم الخامس / السادس لعملية "عبور سجن جلبوع الكبير"، توصلت قوى الأمن الإسرائيلية الى حيث اختار مكان 4 من أبطال العملية الكبرى، اعتقال كان حدثا حرف مسار مؤشرا البحث مجددا الى فلسطين.

الوصول الى مكان الأخوين عارضة وزكريا الزبيدي مع يعقوب قادري، يمكن وصفه بـ "ثغرة الناصرة"، حيث تمكنت قوى دولة الكيان من حصار فرقة الكوماندوز الفلسطيني خلال عبورها من نفق جلبوع الى حرية لم تصل الى نهايتها، بعد.

"ثغرة الناصرة" لن تلغي أبدا قيمة "العبور الكبير"، الذي أحدثته الفرقة الفلسطينية في دولة أصابها ارتعاش من قمة الرأس الى أخمص القدم، مرورا بكل خلية فيها، هزة لم تمر عليها منذ اغتصابها أرض فلسطين 1948، هزة ستصبح وصمة عار لن تزول أي كان ما تلاها.

ليس بطولة أبدا أن تعتقل أبطال الفرقة التي كسرت هيبة دولة وكيان، بل ربما تمنوا أن يكونوا شهداء خيرا، فالوصول الى حيث هم سيعيدهم الى حيث كانوا، فيما آثار" العبور الكبير" لن ينتهي بلحظة الاعتقال.

تعيد حالة الوصول الى "فرقة الكوماندوز" ما كان يوما في تاريخ حرب أكتوبر المجيدة بعد العبور الكبير، عندما قامت قوات جيش العدو بحصار فرقة من الجيش المصري، فيما عرف بـ "ثغرة دفرسوار"، حدث لم ينل أبدا من قيمة النصر الكبير رغم ما أحدثه "تشويشا".

"ثغرة الناصرة"، كشفت غياب عمق الاحتضان بعد العبور، غابت عملية المتابعة التي تكمل رحلة الفعل الثوري، وتصل به الى محطته الأخيرة، كشفت أن التخطيط لم يكتمل بغياب "فرق الدعم والإسناد" لحظة العبور، بحثوا حلا خاصا بطريقة خاصة وسط كيان الأمن هو سيده، لأنه يخشى كل ذرة هواء أن تصيبه بعاهة.

مع الاعتقال، تبقى دروس العبور الكبير التي انتجها حاضرة، أن الفلسطيني لن يقبل وجودا ضمن منطق المستعمرين، ولن تستمر حركة توسيع الاغتصاب، وطريق حريته لن يكون رهنا بيد عدوه، بل خياره دون غيره، ولعلها المسألة الأهم التي تعيد حرية الفلسطيني نقطة التفكير المركزية.

بالتأكيد، غياب الوحدة الكفاحية المترافقة مع فعل الإرباك العام الذي كان يجب أن يكون طوال أيام "العبور الكبير"، مثل "ثغرة" مضافة لـ "ثغرة الناصرة"، خاصة وأن حركة فتح "فتحت" أبواب الانطلاقة الشعبية، واسقطت كل ذرائع "المكذبة الفصائلية" التي تهرب من مواجهة العدو، بذريعة "التنسيق الأمني".

درس مضاف، ان البعض الفلسطيني كان بمواقفه "ثغرة سياسية" حقيقية في ظهر عملية العبور الكبير، بنقله مواجهة العدو وارباكه، الى ارباك الداخل الوطني، عبر نشره كل أشكال الفتنة والإشاعة التي تنال من قيمة الفعل الثوري، بدلا من تعزيز قبضة الرد أخذت بمحاولة تقليم أضافر القبضة الوطنية.

درس مضاف، ان "الوحدة الكفاحية" ليست سوى وحدة مهرجانات وتصوير استعراضي...

درس مضاف، الى قيادة حركة فتح، ان تعيد قراءة أيام "العبور الخمسة"، وكيف تمكنت بفعل لم يذهب الى قمته، من عودة روح "أم الجماهير"، وأنها لن تربح أبدا سوى بناسها وأهلها وشعبها، وكل ما غيره خسارة من تاريخها، وربح لعدو وأدوات تنتظر مرضها، فتح بفعل أدنى الحد الأدنى عادت سريعا الى فعل الضرورة الوطنية، لتواصل ما حدث.

وأخيرا، الثغرات التي برزت لن تطيح ابدا بالقيمة التاريخية لـ "عبور جلبوع الكبير"...فعل سيكون جزءا من تاريخ ليس محليا فحسب بل من تاريخ الإنسان، حيثما كان.

ملاحظة: لو هناك نصيحة للرئيس محمود عباس تقال ليلة "القبض على أبطال العبور الكبير"، هي أن يمنحهم جميعا "وسام الحرية"...لو حدث سيكون "المرسوم الأهم" في مساره الرئاسي...تخيلوا المشهد في حينه!

تنويه خاص: كشفت عملية قيام جيش الاحتلال إعدام د.حازم الجولاني، ان بعض الفصائل ذهبت لتبحث عن "بطولة وهمية" بسرعة إصدارها بيانا تشيد بالعملية الفدائية...بيان أزاح عبئ الجريمة عن العدو لتسجيل "ربح كاذب"!