الأخوين الكرد..."مقاومة فلسطينية ناعمة" صاعدة!
تاريخ النشر : 2021-09-16 09:37

كتب حسن عصفور/ خلال حرب مايو الأخيرة، والتي سيطرت على المشهد الفلسطيني العام، وما أحدثته أثرا، كونها المرة الأولى التي تستخدم فصائل قطاع غزة مخزونها الصاروخي نصرة للقدس، كسر شاب فلسطيني، الاهتمام العالمي بالحرب الصاروخية، وسرق ضوء الإعلام عبر مقابلة مع القناة الأمريكية سي أن أن، لتصبح الخبر.

المقابلة شكلت "وثيقة اثبات" للحق الفلسطيني في الشيخ جراح، جرأة وقوة منطق وعي يفوق كثيرا عمره الزمني، رسم بثقة فريدة ملامح الحدث العنصري الجاري، موضحا أنه عملية تطهير عرقي وليس إخلاء، كما تزور الدعاية الإسرائيلية.

وبعد أيام من مقابلة محمد، كانت الشقيقة منى الكرد، تخاطب العالم من منصة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كأول فلسطيني(ة) يتحدث من الشيخ جراح مع منصة أممية، فكانت هي الحدث بكلمتها عن حقيقة التطهير العرقي في المدينة والحي، ثم ردها العفوي والسريع على منظومة الكذب الإسرائيلية، فنالت "طردا" من الجلسة، أصبح أيضا هو الحدث.

الشقيقان، اللذين لم يستخدما لا حجرا ولا رصاصة، رغم كل الحق المشروع لهما، ضد عدو اغتصابي، سلكا طريقا جديدا من أشكال القوة الناعمة ضد المحتلين، وأصبحا نموذجا للفلسطيني الذي يقاوم بصوت لم يبق "أسيرا" في حيه، بل طاف كوكبا أرضيا فاضحا العنصرية والتطهير العرقي، تعابير اخترقت بسرعة كبيرة "قاموس" وسائل إعلام عالمية.

"الأخوين الكرد"، اخترقا كل المشهد التقليدي ليفرضا نموذجا كفاحيا مستحدثا، دون مساندة من الرسمية الفلسطينية، ولا من فصائل تتحدث كثيرا، فكان حضورهما "خرقا" في جدار التقليد السائد، تفاعل دولي مع صورة مسارهما في مواجهة دولة ومؤسسات أمنية وقوى مستوطنين إرهابيين، منحهما مكانة غير مسبوقة لفتية من فلسطين.

وجاء اختيار مجلة تايم لـ "الأخوين الكرد" ضمن قائمة الـ 100 شخصية ذات التأثير العالمي، مع شخصيات سياسية بارزة، ليجسد نصرا وطنيا لفلسطين، وسابقة لم تحدث لأي من العرب، اختيار شابين شقيقين كنموذج مقاوم.

ووصفا لما فعل "التوأم" كتبت المجلة عن أسباب الاختيار بقلم سانيه منصور، "من خلال المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وظهورهم في وسائل الإعلام، منحوا العالم نافذة على الحياة تحت الاحتلال في القدس، مما ساعد على إحداث تحول دولي في الخطاب فيما يتعلق بإسرائيل وفلسطين."، وتضيف " "كانوا يتمتعون بشخصية جذابة وجريئة، وأصبحوا أكثر الأصوات شهرة لأولئك المهددين بفقدان منازلهم في الشيخ جراح في جميع أنحاء العالم، ساعد تنظيمهم على مستوى القاعدة في إلهام الشتات الفلسطيني لتجديد الاحتجاجات."

تلخيص مكثف للقيمة الكفاحية لشابين من عاصمة دولة فلسطين، لن تتمكن دولة العدو أن تصفهما بأوصافها العنصرية، بل هما من تمكنا من مطاردة دولة الكيان في مناطق مختلفة من العالم، وخاصة أنهما كانا في ذات القائمة التي ضمت الرئيس الأمريكي ورئيس الطغمة العنصرية الحاكمة في تل أبيب "بينيت".

اختيار "الأخوين الكرد" نصرا مضافا لفلسطين، الشعب والقضية، وتعزيزا لحركة النهوض المقاوم ضد التطهير العرقي والعنصرية في القدس، وتحديدا في الشيخ جراح وسلوان، حدث يلهم كل شباب فلسطين، أن الإبداع الكفاحي يفرض ذاته بلا ضجيج "التقاليد الخادعة"، وما كان من "مقاومة ناعمة" لم يذهب مع الريح أبدا، بل كرس حضورا مميزا في عالم يبدو حصاره لفلسطين كبيرا.

"الأخوين الكرد" نموذج مضاف للوطنية الفلسطينية، الذي أعلى راية وطن وليست راية فصيل...

ومجددا، أطالب الرئيس محمود عباس منح القدس والشيخ جراح وسلوان، وساما خاصا من خلال منى ومحمد الكرد "الأخوين التوأم"، كونهما نموذج يجب أن يسود!

ملاحظة: تراجع دولة الاحتلال عن بعض خطواتها ضد "أسرى الحرية" رهبة من "يوم الاضراب الكبير" رسالة أنها لا تسمع من "خجول" وبلا ما نقولها بشكل مختلف...كملوا بقبضة موحدة دون خدوش!

تنويه خاص: رسائل قادة الطغمة الفاشية في تل أبيب للرئيس عباس مش محترمة خالص...المستفز مش حكي الإرهابيين اليهود لأنه مش جديد، ولكن "برود أعصاب الرئيس وفرقته" على هيك إهانة، معقول كلها "حكمة" أم لها وصف تاني..صراحة بدها منجم سياسي...!