هل يُمكن وضع حد لـ "الشيخوخة"؟
تاريخ النشر : 2021-10-16 10:55

تشهد معظم بلدان العالم نموًا في نسبة عدد كبار السن بين سكانها، ومن المتوقع أن تكون الشيخوخة واحدة من أبرز التحولات الاجتماعية في القرن الـ 21، بحسب الأمم المتحدة.

وكان عالم الوراثة ديفيد سينكلير صرح استنادًا إلى دراسات قام بها لأكثر من عقدين من الزمن أنه من الممكن تأخير الشيخوخة ببعض العادات البسيطة حتى نتمكن من التمتع بحياة أطول وأكثر صحة.

لماذا نصاب بالشيخوخة؟

وفي هذا السياق، تقول الدراسات إن سبب الشيخوخة هو فقدان المعلومات التي نرثها من والدينا، وتتأثر بالبيئة والوقت.

وقسمت الدراسات المعلومات إلى نوعين، الأول المعلومات الرقمية "الشيفرة الجينية"، والثاني التناظرية "الإبيجينوم" أي الأنظمة الموجودة في الخلية والتي تتحكم في الجينات التي يتم تشغيلها وإيقافها.

ولكن بمرور الوقت يبدأ "الإبيجينوم" بفقدان المعلومات، وتفقد الخلايا القدرة على تشغيل الجينات الصحيحة مع الوقت، مما يسبب ضعف الوظائف البيولوجية تدريجياً.

بالنسبة لسينكلير، إن الطريقة التي نعيش بها لها تأثير كبير على "الإبيجينوم"، إذ من الممكن أن يؤدي القيام بالأشياء كما ينبغي لإبطاء عملية الشيخوخة بشدة.

إذ إن 80% من الصحة المستقبلية تعتمد على طريقة العيش وليس على الحمض النووي.

ويعد تناول أنواع صحية من الطعام وتناول سعرات حرارية أقل والصيام، وحتى تغيير درجة حرارة الجسم بالثلج والماء البارد عوامل تساعد على تأخير الشيخوخة.

عوامل "يامانكا" لعكس الشيخوخة

ووجد العلماء 3 جينات تسمى عوامل "يامانكا"، يمكنها عكس الشيخوخة بأمان من غير أن تفقد الخلايا هويتها، حيث تم اختبارها على الفئران المصابة بأعصاب بصرية تالفة، وتمكنت من استعادة رؤيتها بتجربة وتجديد الأعصاب البصرية.

وإثر ذلك، ستكون لهذه الدراسات مكاسب كبيرة لا تنحصر في صحة الإنسان وحياته الاجتماعية، بل تشمل كذلك المكاسب الاقتصادية.

إذ إن تمديد متوسط العمر سنتين فقط في الولايات المتحدة وحدها سيضيف 86 مليون دولار إلى الاقتصاد على مدى العقود القليلة المقبلة، وإذا مددت الحياة الصحية 10 سنوات فستكون القيمة 300 مليون دولار.

ما هي طرق علاج الشيخوخة؟

في هذا الصدد، يؤكد الدكتور أندريه مغرابني رئيس قسم علم الوراثة البشرية في الجامعة اللبنانية الأميركية أنه بإمكان الإنسان إطالة الحياة باستخدام بعض الأدوية.

لكن الأهم من ذلك هي الطريقة التي يعيش بها الإنسان، لا سيما طبيعة الطعام والتلوث البيئي الذي يؤثر على الشيخوخة، وفق "مغرابني".

وبيّن أن الشيخوخة ناتجة عن تعب الجينات التي تقسم الخلايا، على سبيل المثال الأمراض السرطانية والتي هي عبارة عن شيخوخة الخلايا، بالإضافة لأمراض في العضلات والمفاصل التي تعد مظاهر الشيخوخة.

ويضيف أنه لا يوجد دواء يمكنه السيطرة على كل مسببات الشيخوخة، مؤكدًا أن اتباع الحياة الصحية من عمر مبكر، وممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي بالإضافة إلى الابتعاد عن التلوث، كلها عوامل تساعد على علاج الشيخوخة.

ويشير إلى أن هناك العديد من الجينات المسؤولة عن الشيخوخة منها "الفرو"، مردفًا أن العلماء استطاعوا أن يسيطروا على بعض الجينات في تجارب على الحيوانات لا سيما الفئران ما أدى إلى إطالة حياتها.