صحفيّو ومراسلو الوسيط المغاربي يهنّئون الصّحفيين الفلسطينيين
تاريخ النشر : 2021-10-25 16:13

الثاني والعشرون من أكتوبر، يوم وطني للصحافة بالجزائر، يستذكر فيه الصحفيون مسيرة الإعلام الجزائري، ونضاله على مر السنين، ومساهمة الصحافة: مكتوبة كانت أم سمعية أم سمعية بصرية أو حتى إلكترونية مؤخرا، في تنوير الرأي العام بمختلف التحديات التي تواجهه، وإطلاعه على القضايا الإنسانية العادلة، وعلى رأسها: القضية الفلسطينية ونضالها المتواصل ضد الاحتلال الصهيوني.

ولعل الصحافة الجزائرية هي أكثر من يعرف معاناة ونضال الصحفيين الفلسطينيين، بفضل رصيدها الثري ومسيرتها الحافلة، منذ مرحلة النضال السياسي ضد الاستعمار الفرنسي، ودورها المحوري خلال ثورة التحرير المجيدة، من خلال منابر مكتوبة وسمعية، كجريدتي: المقاومة، ثم المجاهد، وإذاعة الثورة، وفقرات البث في أكثر من 15 إذاعة عربية، لتواجه بإمكاناتها البسيطة، الترسانة الإعلامية الاستعمارية الفرنسية والغربية بشكل عام، والتي كانت تفوقها في الامكانات والتمويل المالي، الذي تجاوز المليار وخمسمائة مليون فرنك يوميا.

الوسيط المغاربي: منبر كل الفلسطينيين..

طاقم جريدة الوسيط المغاربي من صحفيين ومراسلين، لم يفوّت هذه المناسبة، ليوجه تحية إعلامية جزائرية من زملاء المهنة، إلى الصحفيين الفلسطينيين الذين يرابطون على ثغور الإعلام الفلسطيني، ضد التعتيم والتضليل والبروباغندا الممنهجة من طرف الكيان الصهيوني الغاصب، الذي لا يترك شاردة ولا واردة، لمحاصرة القضية الفلسطينية، من الميدان العسكري إلى الإعلامي، مرورا بالسياسي والاقتصادي.

ولعلنا لا نبالغ بالقول، أن الوسيط المغاربي هي الجريدة الجزائرية الوحيدة التي تخصص أكبر مساحة تعبير على صفحاتها، لمختلف ملفات القضية الفلسطينية، وعلى رأسها: ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حيث كانت الجريدة بنسختَيها: الورقية والإلكترونية، منبرا دائما لصرخات الأسرى المضربين، الذين يتعرضون لأبشع أنواع التعتيم والضغط النفسي من طرف الجلاد الصهيوني، وهو الأمر الذي جعلها بحق: متنفس الأسرى عبر القضبان، كما عنون بذلك الأستاذ حسن عبادي، إحدى مساهماته الأدبية في الجريدة.

الوسيط المغاربي، التي جعلت من الشؤون الفلسطينية إلى جانب الشؤون الوطنية والمغاربية، اختصاصا صحفيا لها، تؤكّد أمرا ليس غريبا عن الإعلام الجزائري، وهو أن فلسطين هي قضية الشرف الأولى للجزائر، التي كانت ولا تزال قبلة لكل الثوار من أجل التحرر من بوتقة الاستعمار، كما وصفها زعيم غينيا بيساو ذات يوم، حين قال: المسيحيون يحجون إلى روما، والمسلمون إلى مكة، والثوار إلى الجزائر.

صحفيو ومراسلو الوسيط المغاربي، لم يألوا جهدا لإبقاء الرأي العام على اطلاع بكافة تطورات القضية الفلسطينية، من خلال مواكبتهم لملف الأسرى في سجون الاحتلال، وكذا فضحهم للهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي لجأت إليه بعض الدول التي تدّعي دعمها لفلسطين، مقابل مكاسب اقتصادية وجيوستراتيجية لقاء هذا التطبيع المذلّ.

الإعلام الفلسطيني: مرابط على الثغور..

مهنة المتاعب في فلسطين المحتلة، تتحمل أعباء مضاعفة عن نظيراتها في العالم، في سبيل مواجهة الكيان الصهيوني، الذي يمارس إلى جانب البروباغندا المضللة، تضييقا كبيرا على الصحفيين الفلسطينيين وحتى غير الفلسطينيين، بهدف عرقلتهم ومنعهم من كشف الحقيقة الساطعة، حول ممارساته القمعية الظالمة بحق الشعب الفلسطيني.

الإعلام الفلسطيني أنجب أسماء لامعة في سماء الإعلام العربي، استغلت تواجدها في كبرى وسائل الإعلام العربية والعالمية، لتعرّف بالقضية الفلسطينية، وتحميها من غياهب النسيان والتعتيم، وتتخذ من القنوات والاذاعات والصحف التي تعمل بها، وسيلة لنضالها الذي لا يختلف عن نضال البندقية على أرض الميدان.

الكيان الصهيوني، الذي يخشى تواصل كشف حقيقته أمام اليهود أنفسهم، والرأي العام العالمي، فعل كل ما بوسعه حتى يلجم أفواه ويقطع أيدي الصحفيين الفلسطينيين، بكل الوسائل غير المشروعة، كالقتل والاختطاف والتعذيب، تيقّنا منه بأن سلاح الإعلام مرادف لسلاح البندقية، وأن الصحفي بأدوات القلم والكاميرا، ما هو إلا جندي في ميدان آخر لا يقل خطورة عن ميدان القتال، هذا إن لم يكن أخطر أصلا؛ والأمثلة كثيرا تتجاوز الحصر، لشهداء الصحافة الفلسطينية: كياسر مرتجى وخالد الحمد وبهاء الدين غريب وغيرهم، ممن دفعوا حياتهم ثمنا لإيصال الحقيقة كما هي متحدّين ترسانة الكيان الغاصب.

بطولات الصحفيين الفلسطينيين في مواجهة آلة التضييق الصهيونية، ليست مجرد مجاملات مُحبّرة على أوراق، بل هي واقع أكدته عدة أحداث، كان أبرزها قصف طائرات الاحتلال لمقر قناة الأقصى، ومواصلة صحفيي القناة وتقنييها، العمل من الأنقاض، في إصرار مثير للإعجاب والاحترام.

الاحتلال الصهيوني بسعيه الحثيث إلى خنق كل صوت يفضح ممارساته المقيتة، حاول في مناسبات عديدة، اختراق عدة مواقع إلكترونية فلسطينية تنقل انشغالات ومعاناة الشعب الفلسطيني، لكن كل محاولة اختراق حتى لو نجحت، كانت تنتهي غالباً بفتح مواقع جديدة تكون منابر إضافية للقضية الفلسطينية.

لذلك فإن الوسيط المغاربي، تعتبر نفسها أمام مسؤولية إنسانية ومهنية، لتكون منبرا وصوتا غير محدود ولا مشروط للصحفيين الفلسطينيين الذي يشتكون التضييق والتغييب والقمع، خاصة في ظل الانحياز العلني لوسائل إعلام غربية وعالمية، ومؤسسات أكاديمية عريقة، تدّعي الموضوعية والمهنية الإعلامية؛ للرؤية الصهيونية للصراع، وممارستها للرقابة على كل فضح للسياسات الصهيونية والغربية المتحيزة للكيان؛ ولعلّ هذا مجرّد مساهمة بسيطة للجريدة، في مسيرة النضال الإعلامي الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني.