بعدّ عملية القدس.. هل سيشهد طابع العمليات القادمة تطوراً كبيراً؟
تاريخ النشر : 2021-11-23 15:00

القدس- سماح شاهين: فاجأ الشهيد فادي أبو شخيدم في تنفيذه عملية القدس، جيش الاحتلال الإسرائيلي حينما فتح سلاحه الرشاش وقتل وأصاب إسرائيليين، بالرغم من الحراسة المشددة التي يفرضها الجيش في القدس المحتلة.

وخطط الشهيد "فادي أبو شخيدم" ونفذ بدقة وأصاب أهدافه بنجاح كبير، وكان يعرف ماذا يريد بالضبط فأجهز على المستوطنين الإسرائيليين وأوقعهم بين قتيل وجريح، ثم بعد ذلك اشتبك مع الجنود القريبين من المكان، وأوقع فيهم اصابات.

أكدت صحف عبرية، مخاوفها من عملية "باب السلسة" التي وقعت يوم الأحد، بمدينة القدس، أن تؤدي إلى انفجار الأوضاع وإشعال فتيل انتفاضة جديدة.

وتأتي هذه المخاوف الإسرائيلية تعقيبًا على عملية "باب السلسة" التي قادها الشهيد الفلسطيني فادي أبو شخيدم، بعد اشتباكٍ مسلح دار بينه وبين جنود الاحتلال في البلدة القديمة بمدينة القدس؛ أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 3 آخرين بجراحٍ خطيرة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "إننا نخشى أن يُشكّل نجاح عملية "باب السلسلة"، شرارة تفجير للأوضاع في الضفة والقدس، بـ "تحريض شديد من حركة حماس"، وفق تعبيرها.

تطور نوعي في العملية

أكّد المحلل السياسي حسن عبدو، أنّ هناك تطور نوعي حصل في هذه العملية تختلف عن العمليات السابقة، والتي كانت دائمًا لا تقل نجاح بدرجة كبيرة خاصة عمليات الطعن. 

وأضح عبدو لـ" أمد للإعلام"، أنّ الشهيد فادي أبو شخيدم أعد العدة وحدد الهدف بدقة، مشيرًا إلى أنّه في البداية هاجم المستوطنين وأنجز المهمة بقتل عدد منهم، ثم اشتبك مع الثكنة العسكرية موقعاً فيها إصابات.

وأشار إلى أنّ هذه العملية هي عملية مخططة ومدروسة ومنظمة، لافتًا إلى أنّ كافة العمليات السابقة كانت تجري بدون تخطيط وبشكل ارتجالي.

أقوى رد على سياسة التنكيل الإسرائيلية

شدد عبدو، على أنّ العملية أقوى رد على التنكيل الإسرائيلي بأهالي القدس من خلال الإبعاد وهدم البيوت وتدمير المقابر واقتحامات المسجد الأقصى. 

ونوه إلى أنّ هناك مخطط واسع يمارسه جيش الاحتلال في القدس، تهدف إلى تغيير الطابع الديموغرافي والعربي والاسلامي للمدينة المقدسة، معتبرًا أنّه عدوان مستمر وخطر دائم على الفلسطينيين.

وبيّن أنّ دلالات هذه العملية مهمة جدًا، مؤكدًا أن جيش الاحتلال سيأخذ احتياطاته لكنه لنّ يمنع الفلسطينيين من الرد على ما يقوم به اليمين المهيمن على السياسات الإسرائيلية، والذي يتبنى مخطط الاستيلاء الكامل على المدينة.

الاحتلال يقوم بسلسلة خطوات

ذكر المحلل السياسي بالشأن الإسرائيلي د. عامر خليل، أن قوات الاحتلال قامت بعدةٍ خطوات بعد استشهاد فادي أبو شخيدم في عملية القدس، استهدف في البداية عائلته وبيته بالاعتداء عليهم وترهيبهم ثم اعتقال زوجته.

وأوضح خليل لـ"أمد للإعلام"، أنّ الاحتلال عدّ سلسلة من الخطوات الأخرى المتعلقة برفع حالة التأهب والاستعداد والانتشار في الضفة الغربية والقدس المحتلة؛ تخوفًا من عمليات أخرى في ظل تحذيرات من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنّ ربما سيكون هناك عمليات أخرى تتبع هذه  العملية.

حملة إسرائيلية ضد حركة حماس

أشار إلى أنّ هناك حملة من قبل الإعلام العبري والأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية باتجاه حركة حماس في الضفة والقدس، باستهدافها بشكل مباشر من خلال اكتشاف خلية لها كانت تخطط لعمليات، ولن يتم السماح لها برفع رأسها في القدس.

ونوه إلى أنّ الجيش الإسرائيلي بصدّد عملية "التنساح المقلوب"، من خلال اعتقال كوادر وأعضاء من حركة حماس في أكثر من منطقة في الضفة والقدس. 

ومن جهة أخرى، أكدّ خليل، أنّ هناك استهداف لكل ما يتعلق بالأنشطة المدنية لحماس وسط المخاوف وتحذيرات ما حدث يوم الأحد، مشيرًا إلى أن "الأمور تسير  في اتجاه يُمكن أن يتكرر ما حدث في قطاع غزة بمعنى أن تسيطر حماس على الضفة الغربية". 

زيادة الهجمة الإسرائيلية في القدس

توقع المحلل السياسي د. هاني العقاد، أن تزداد الهجمة الإسرائيلية على القدس العربية الفلسطينية وإعادة نصب البوابات الإلكترونية على بوابة المسجد الأقصى، وتحديد أوقات معينة للفلسطينيين بدخول المسجد الأقصى.

وبيّن العقاد لـ"أمد للإعلام"، أن المستوى السياسي كان قد اتصل بالمستوى العسكري أيّ وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس اتصل برئيس الوزراء نفتالي بينيت، وقال له بالحرف الواحد "نحن نريد مزيد من قوات الجيش"؛ لحفظ النظام وبالتالي قطع "رأس الإرهاب" في أي مكان. 

ماذا تريد من قطاع غزة وحماس؟

وأشار إلى أنّ تٌحاول الآن تبريد الجبهة مع قطاع غزة بأي شكل من الأشكال الإسرائيلية بوضع المزيد من التسهيلات وتحسين الأوضاع الاقتصادية لسكان القطاع"، مؤكدًا أنّها تٌريد من حركة حماس في غزة إذا كانت لها علاقة بالعملية أن تضغط عليها بأن لا يكون هناك عمليات أخرى وأن يحملوا المسؤولية الكاملة لها.

ونوه إلى أنّ "حماس أيدت العملية ولكنها لم تعترف بها حتى اللحظة، وقالت إنّ هذا حق مشروع للمقاومة"، مبيّنًا أنّ إسرائيل تريد ابتزاز الفلسطينيين، مستدركًا: "لكن في قطاع غزة نتوقع الأسوء وليس الافضل". 

وأكّد أنّ إسرائيل تُريد خنق الفلسطينيين وقمع الهوية الفلسطينية في القدس، وقطع الطريق على من يحاول أن تقليد هذه العملية.

وتابع أنّ إسرائيل تخشى على المستوى الأمني والسياسي من هذه العمليات بعد نجاح عملية الشهيد فادي أبو شخيدم، التي آلمت الاحتلال الإسرائيلي ودبت الرعب في صفوف الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود.