صدفة مع شيرين أبو عاقلة
تاريخ النشر : 2022-05-18 16:19

في مصعد بمدينة دبي عام 2004 على ما أذكر التقيت داخل المصعد أثناء صعودي إلى غرفتي في الفندق بصبية عذبة الملامح لطيفة الحضور كانت قد أجرت معي لقاء حول حصار الشهيد ياسر عرفات بادرت بالسلام عليها فردت برقة فطرية وشيء من الخجل والخشية أو هكذا خيل إلي , كانت في دبي لاستلام جائزة أفضل مراسلة صحفية وسط احتفالية خاصة ولأنها كانت قد أصيبت قبل فترة برصاص صهيوني لم يتوقف عن قتلنا منذ مائة عام .

سألتها :ألا تخافين من غدر الجنود الصهاينة

 قالت: بلى أخاف , بل أخاف كثيراً...

لكننا أخترنا هذا الخوف الذي لا مفر منه , خدمة لفلسطين

أحياناً بل غالباً يتم استهدافنا من قبل جنود الاحتلال لإخفاء الحقيقة

إنه قدرنا , بل خيارنا **لامفر منه ** بل لن نفر منه.

كان المصعد قد وصل إلى الطابق العشرين حيث غرفتي

قلت: سعدت بلقائك جداً , الله يحميكي

التمعت ابتسامتها العذبة الخجولة

قالت: والله وأنا سعدت أيضاً ....

قلت لها حينها سلمي على فلسطين ((لأنني وقتها لم أكن قد زرتها بعد )) قبليها عني

فأجابت أتمنى أن أزور الشام سلم على الشام , سلم كثيراً

كأنني لمحت أوهكذا خيل إلي **طيف دمعة في عينيها **

ويقيناً التمعت في عيني أيضاً ......

لأنني أعرف بالتجربة أن الفرار من الموت قد لاينجح في كل مرة

قد يأتي صدفة أو في لحظة أو عمداً عن سبق إصرار وترصد من قاتل مجرم

**تماماً كما فعلوا بها في جنين **

شيرين أبو عاقلة ,,,, الصبية الفلسطينية,,, التي تذوب رقة وعذوبة وتحمل بين أضلاعها نهراً من الغضب واليقين بالتحرير والحب لفلسطين

لروحك الباسلة العذبة الرحمة والمغفرة والسلام

شهيدة حتى خلاص فلسطين ونزولها عن صليب القتلة ...

شهيدة حتى تحرير فلسطين في **جنة من الوفاء والإنتماء **