ستبكي أرض فلسطين دما على فراقك ياسر عرفات "ابو عمار"
تاريخ النشر : 2022-05-24 15:25

عندما نعود بفكرنا للوراء قليلا ,لنسأل أنفسنا عن مفهومنا لحركة فتح وبماذا نعرفها,سنجد أننا عاجزين عن الاجابة المنطقية وسنقف عند حدود معرفتنا الكلاسيكية بها,وسنقول انها الثورة ,وأنها التي غيرت مسار تاريخ شعبها الوجودي,بعد أن حولته الى شعب موجود تاريخيا ويتكلم سياسيا,سنقول انها عنواننا النضالي الكبير,,ولكن الذي لا نقوله انها مشروع الدولة الفلسطينية, وأنها المهندس المؤسس لبناء تلك الدولة,وأنها العقل الذي يحل وكائناتها الوطنية,وهي الفكر الحلولي في مكنوناتنا السياسية , وهي الضامن الوحيد لقدوم وقيام الدولة,وهي الحارس المؤسس,والقدرة القادرة لتحويل الحلم الى كيان مادي ملموس,فهي الفكرة وهي الكيان المؤسس وهي الاداة والوسيلة,فقد نجحت طيلة اربعين عاما في تأسيس كل مقومات وكائنات واحتياجات الدولة,من أطباء ومهندسين وطيارين وضباط أكاديميين وشرطة لذا فهي القادرة منطقيا وعقليا وروحيا إيصال شعبها لضفاف الوطن وإقامة الدولة, وما على الجميع من تنظيمات فلسطينية إلى الاستجابة لنداء التاريخ الفلسطيني ومتطلباته ويعملوا بحزم لتنفيذ واجبهم الوطني ,المطلوب منهم أن يسندوا فتح تحقيق أهداف شعبها,و يمتنعوا أن يكونوا عوائق ابستمولوجية وانطلوجيه في وجه فتح ...الان فتح هي الحلم وهي الدولة وهي الوطن..ومن يفكر بأن يكون البديل فهو خاسر ويتحطم حلمه فوق صخور فتح التي تقول ان فتح هي ثورة ثورة حتى النصر .

يا سيد روحنا وحلمنا وفكرتنا .. يا سيد تاريخنا وحياتنا .. لم تكن وقائع رحيلك عنا الشيء العادي فأنت تاريخنا الباقي فينا .. وأنت الحلم والقضية .. وأنت الحياة والحرية .. وأنت الذي علمتنا كيف ندافع عن حقنا ونمضي على دربك بالكلمة الأمينة والطلقة الشجاعة حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .. وصيتك هي الأمانة في أعناقنا .. ووصيتك ستبقى لأنها تاريخنا .. وستبقى وصيتك الباقية فينا .. فأنت الحلم والوعد والجرح النازف الذي لم يلتئم .. في يومك نذكرك في بيروت... ونذكرك في تونس.... وغزة.... وفي جنين ....وفي رام الله .. نذكرك لتتوحد رايتنا لنمضي على دربك لتكون نبراسا للأجيال على مر العصور ويستمد من ذكراك عزيمة الإصرار ونهج النضال الذي لا ينضب حتى تحقيق حلمك بأن يرفع شبل من اشبالنا أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين على أسوار وكنائس ومساجد القدس ....باق في قلوبنا ما حيينا ,كلماتك الخالدة دائما في وجداننا من منكم يبقى حيّا فعليه أن يكمل الطريق  .

يُقال أنّ الشعوب تُنتج قائداً أسطورياً لها كل خمسة قرون، وعندما يموت تبكيه أربعين عاماً يحدث خلالها الوهن والضعف والهوان، ويَسود فيها مُتقاسِمو الإرث والغنائم وأدعياء البطولة والخطباء ، ويتسابق على عليائها أقوامٌ كانت في وقت كرب المحاربين تعيش في رخاء ، و وقت شدة القتال كانت في اختباء  وتآكلها الأمم والشعوب إلى أن تستعيد أمجادها بأسطورة أخرى انت من صنع القرار الفلسطيني ووضعت حجر الأساس للدولة الفلسطينية فتح الأساس وفتح فوق رأس كل فلسطيني رغم انف الحاقدين وستعود لتبقى وتحطم القيود وتنزع الظلم المتصهين على الاهل في غزة .

ابا عمار كالنجم ساطعا بزغ ذاك الطفل الفلسطيني من بين أحضان الصخرة والأقصى من قدس العرب والمسلمين كالصقر عاصفا نهض ثائرا من صمت الراكعين متشحا كوفية التضحية....يعلنها ثورة حتى النصر لكل فلسطيني حر ابي ستبقى الشعلة الخالدة التي تقود المشاعل الأخرى على درب النصر والتحرير ...وستظل تطبق في صدورنا براكين الجهاد والاستشهاد..ستظل جدول الماء العذب الذي ننهل منه.ستظل تعيش فينا..ستظل حيا ابدا.

تتألق فينا ملحمة الخلود الوطنى الفلسطيني الرائع بدماء شبابنا الغالي نحو وطنا حرا تكتسيه الربوع الخضراء ومن الخنادق التي احتضنت الثورة المسلحة لتلقن الصهاينة درسا لن ينسوه ومن الأرض التي نطقت بدماء الياسر عرفات ورفاق دربه و نبقى نحن على عهد من سبقونا في درب الحرية والاستقلال نحو فلسطين النار المشتعلة و البركان الغاضب أينما وجد العدو الفاشي ومن هنا كان لنا ان نكون في غمار معركة التحرر الوطني الفلسطيني القادر على استيعاب المرحلة المعقدة خاصة في ظل غياب الأب و الرمز والقائد لأننا تعلمنا كيف نكون على عهد الأشداء من جلدة شعبنا الصابرة والطاهرة والتي ستبقى دوما رهن اشارة قدسنا المغتصب وسيبقى أبناء فلسطين الحرية مهدا للعلم وجامعة تخرج الثوار الاحرار والشهداء الاطهار على مر الزمن والأزمان كما وسنكون حتما البوصلة التي نستطيع من خلالها التقدم صوب حقوقنا النبيلة والتاريخية وصياغة مرحلة بناء وطني وحدوي متكامل حيث الثورة والنصر والدولة وانتزاع القدس

يا ايها القائد في غيابك غاب كل شيء ، غاب الحنان والرحمة ،غاب الحب والتسامح غابت الرأفة وغابت الوحدة ، سيدي ابا عمار لقد بكت الارض وزفتك الملائكة ، يا مفجر الثورة ومعلم الاجيال وصانع الثوار.

فلقد خسرنا قائدا , ورمزا , معلما وسياسيا , مناضلا , كما خسرناك أخا وأبا وصديقا