في الذكرى الـ(55) للنكسة ماذا في جعبة بايدن ؟
تاريخ النشر : 2022-06-05 12:38

يوافق اليوم الذكرى السنويةالـ55 لنكسة 1967 حيث وسعت حكومة الاحتلال تمددها لتحتل قطاع غزة والضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان في عدوان سافر لكيان هو رأس حربة متقدمة للاستعمار الحديث برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، هذا هو العدوان الثالث لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات بدعم قوى الاستعمار للانقضاض على مقدرات الأمة العربية والإسلامية التي أصبحت ساحة يلتهمها الطامعون في ظل تشتت عربي وإسلامي، فسيطرت "إسرائيل "على المصادر النفطية في سيناء وعلى الموارد المائية في الضفة الغربية والمرتفعات السورية ما مكنها من زيادة عمليات الهجرة والاستيطان في الأراضي العربية المحتلة وأما على الجانب الجيوستراتيجي فقد استطاعت حكومة الاحتلال من إقامة حدود عند موانع أرضية قناة السويس، ونهر الأردن، مرتفعات الجولان، وازداد بذلك العمق الاستراتيجي للاحتلال وبسط كامل سيطرته على مدينة القدس التي احتلت شطرها الغربي عام 1948، ومن النكسة وما تلاها من حرب الاستنزاف والتي تزامن استمرارها عندما كانت معركة الكرامة التي كسرت شوكة الجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر في مارس 1968على أيدي مقاتلي الثورة الفلسطينية والجيش الأردني، وعلى الجبهة المصرية تستمر حرب الاستنزاف واستشهاد الرئيس المصري جمال عبد الناصر في 1970، ليواصل مسيرته الرئيس أنور السادات وصولاً إلى حرب أكتوبر المجيدة ، والتي كانت امتدادًا للإرادة العربية التي بدأت ملامحها من معركة الكرامة، فالأمة العربية والإسلامية لديها إمكانات وقدرات تمكنها من فرض إرادتها في العالم وليس في الإقليم، ولكن التشتت والفرقة والتبعية التي يسعى الاستعمار لإدامتها ويحكم حلقاتها هي سيدة الموقف بين أمة مجيدة حتى كتابة هذه السطور، وما الربيع العربي إلا شاهد على ما حدث ويحدث من انهيارات في الأنظمة العربية وخلق حالة استنزاف في كل قطرعربي ، فما زالت سايكس بيكو ووعد بلفور في عقلية الاستعمار ورأس حربته الاحتلال الإسرائيلي من أجل خلق تقسيمات المقسم من أمة العرب وترابها الوطني، وما إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ سياسة الضم للأغوار وبسط السيادة على القدس وما يرافق ذلك من مسيرات الأعلام الصهيونية فئة القدس واقتحام المسجد الأقصى بشكل متكرر إلا تساوقا مع الفكر الاستراتيجي للاستعمار، ولكن ما يجب أن يكون حاضرًا في أذهان الأمة العربية والإسلامية أن قوة الاستعمار مهما بلغت وتساوق معها بعض ضعاف النفوس على الصعيد الرسمي لن تحقق ما تسعى إليه على المدى البعيد، وشواهد التاريخ حاضرة أمامنا كيف أحدثت معركة الكرامة تحولا في مسيرة الصراع ومن ثم حرب اكتوبر 1973 وتحطيم خط بارليف الحصين، وكيف كان الصمود الفلسطيني في بيروت 1982، بمعنى أن شحذ الهمم والطاقات لأمة العرب يجب أن تكون هي العنوان إيمانا من أن أصحاب الحق هم الثابتون وهم المنتصرون مهما كانت شدة الهجمة الاستعمارية ، وأن الغزاة إلى زوال مهما بلغت قوتهم وتحالفاتهم وحربهم النفسية ضد العرب، فالأرض لن تقبل إلا أهلها، وستنتصر الإرادة الوطنية على الغزاة والمحتلين، وفي هذا المقام لا بد أن نستحضر انتصارات الإرادة العربية، وفي الذكرى الـ55لنكسة ستبقى إرادة الشعوب العربية صخرة تتحطم عليها أحلام الاستعمار. ومع ذكرى النكسة تأتي الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي بايدن إلى منطقتنا العربية في ظل الحرب الروسية الأوكرانية لوضع ترتيبات إقليمية ستشهدها المنطقة قريبا لصالح السياسة الأمريكية وإسرائيل على حساب مقدرات الأمة العربية والإسلامية في استغلال للتفرد الأمريكي في العالم لفرض وقائع أكثر سوءا للعرب قبل أن يتحول العالم إلى تعدد الأقطاب والذي باتت ملامحه طور التكوين بعد الحرب الروسية الأوكرانية فاليوم اصبح العقل الصهيوامريكى يلعب في الساحة الفلسطينية لمخططات قادمة على المنطقة ويهيىء الظروف لذلك وما تأجيل زيارة بايدن في الفترة الحالية والتوجه لعقد اجتماع عربي في المملكة العربية السعودية إلا مؤشر واضح وسيكون لهذا الاجتماع مخرجات سياسية على القضية الفلسطينية تتناقض مع المشروع الوطني الفلسطيني بمباركة عربية بل وبضغوط عربية بما يتطلب الإسراع في إنهاء الانقسام وتوحيد الموقف الفلسطيني لأن الجميع سيكتوي بنار مخرجات زيارة بايدن في حال ظلت الانقسامات هي سيدة الموقف .