مستقبل العلاقات بين سوريا وحماس
تاريخ النشر : 2022-08-16 11:13

هل هناك نارا تحت الرماد بين سوريا ونظامها الحاكم الآن وحركة حماس؟

سؤال بالفعل دقيق ، وبات من الواضح أنه ورغم المحادثات الأخيرة وإعادة بناء العلاقات بين حماس وسوريا ، فإن النظام السوري أو بعض من أركانه وجهوا أنتقادات لحركة حماس بسبب موقفها من الحرب الأخيرة في غزة.

وبقراءة موضوعية لكثير من هذه التصريحات سنجد أن الكثير من القيادات السورية انتقدت حركة حماس بسبب موقفها السياس من حركة الجهاد الإسلامي خلال حربها الأخيرة ضد الاحتلال وعدم المشاركة وبقوة معها في هذه الحرب.

اللافت هنا أنه ومنذ الإعلان عن عودة العلاقات بين حماس وسوريا فإن هناك بالفعل كثيرا من التساؤلات التي تدور في الفلك السياسي لهذا الأمر ، أولها ...هل ستنسى سوريا موقف حركة حماس من الربيع العربي؟

وماذا عن مشاركة بعض من قيادات حركة حماس في العمليات الأمنية والعسكرية التي قامت بها قيادات من الفصائل السورية الشعبية ضد الجيش السوري؟

وهل يمكن أن ترتقي هذه العلاقات وتتصاعد لتصل إلى نفس ذات المستوى التي كانت عليه منذ عقود؟

أسئلة صعبة للغاية خاصة وأن لسوريا الآن وعقب انتهاء الثورة كثيرا من التحديات السياسية ، والأهم من ذلك فإن لسوريا أيضا الحسابات الإقليمية والسياسية التي تفرض عليها إعادة العلاقات مع جهات وإعادة النظر في علاقات مع جهات أخرى.

ولا يخفى على أحد أن العلاقات بين سوريا وكثير من الدول العربية باتت طبيعية ، ومنها مصر مثلا أو الإمارات العربية المتحدة أو غيرها من الدول . وقالت بعض من التقارير العربية أن الدول العربية تتفهم الآن وبعد سنوات من الثورة الغضب السوري والتحفظ على هذه الثورة الشعبية ، وان سوريا كان أول من حذر من تداعيات هذه الثورة وضمها لكثير من الإرهابيين أو الأصوليين ممن عملوا تحت لواء تنظيم داعش الإرهابي أو غيره من التنظيمات التي حاربت دولا عربية بعد الربيع العربي.

وبالتالي اعتقادي أن حركة حماس يجب أن تنظر وبعناية إلى مستقبل علاقاتها مع سوريا ، واعتقادي أن العلاقات يمكن أن تعود ولكن ليس بنفس المستوى السياسي أو الاستراتيجي الذي كانت عليه في السابق لأسباب كثيرة تعرفها حماس أكثر من أي طرف فصائلي أخر.

غير أن الحقيقة اللافتة هي أن حماس يجب أن تعرف أن للوطن حكومة ، وللوطن وجهة نظر ، ويجب أن تعمل هي من طرفها جديا على انهاء الخلاف للتباحث والتنسيق والعمل الجدي المشترك مع كافة الأطراف الفلسطينية من أجل توحيد كلمة الوطن بدلا من هذه التناحرات أو التوجهات الفردية الفصائلية التي تنعكس سلبا على مصائر الوطن بالنهاية.