موقف الإدارة الأمريكية قوة دفع لـ "الفاشية اليهودية"..نيدس - عمرو نموذجا!
تاريخ النشر : 2022-12-01 08:47

كتب حسن عصفور/ يوم 17 نوفمبر 2022، قام السفير الأمريكي توم نيدس، برفقته رئيس مجلس المستوطنات بالضفة الغربية، بزيارة مستوطنة أرئيل المقامة على أرض سلفيت محافظة نابلس، خلافا لتصريحات سابقة له، للقيام بـ "تعزية" عائلة استيطانية بعد مقتل أحد عناصر الفرق الإرهابية في عملية فدائية بتلك المنطقة.

زيارة نيدس لتعزية عائلة استيطانية، يمكن اعتبارها سابقة فريدة، تمثل خرقا للقانون الدولي، بل والموقف الأمريكي المعلن من المستوطنات، وكأنه يشرعنها، موقف غريب تعزية بمستوطنة قتلت في عمل كفاحي هو حق وطني لشعب ضد محتليه، في رسالة أمريكية قبيحة.

البعد الإنساني، الذي حاول السفير الأمريكي تغليف زيارته غير الشرعية، لم نلمسه مرة واحدة بزيارة أسر فلسطينية يتم اغتيال أطفالها وشبابها، عبر عمليات اعدام صريحة من قبل جيش "الفاشية اليهودية"، بل لم يكتب كلمة مواساة واحدة لأي من أسر فلسطين، خلال وجوده سفيرا في تل أبيب.

زيارة السفير الأمريكي، ومع خرقها كل قوانين الشرعية الدولية، فهي تمثل رسالة سياسية مبكرة لحكومة "التحالف الفاشي الرباعي"، بأن التوافقات الحكومية الجديدة لـ "شرعنة المستوطنات" وتعزيز نموها في الضفة والقدس، تجد قبولا وشرعية من قبل الإدارة الأمريكية، ولن تجعل منها "عقبة في التواصل"، كما حاولت بعض وسائل إعلام عبرية، أو بعض أطراف إسرائيلية.

موقف السفير الأمريكي في دولة الكيان العنصري، جاءت بعد زيارة هادي عمرو المبعوث الجديد لإدارة بايدن لرام الله، تم تسميته لاحقا مسؤولا عن العلاقة مع السلطة الفلسطينية، حاول خلالها "طمأنة" الطرف الفلسطيني حول ثبات موقفهم من مسألة المستوطنات، ثم أتبعها لاحقا بتصريحات حول اهتمامهم بفتح قنصلية في القدس (مشروطة بموافقة الحكومة الإسرائيلية الجديدة).

رسائل السفير نيدس السياسية من زيارته لمستوطنة معزيا، هي الموقف الحقيقي المنتظر أن يكون، ولن تقف إدارة بايدن أمام التطورات الجديدة، ولن تعرقل أي من خططها في فلسطين، ليس بتعزيز الاستيطان فحسب، بل فتح الباب الرسمي لضم جزء رئيسي منها، وتطبيق القانون الإسرائيلي على غالبية أرض دولة فلسطين في حدودها المعترف بها دوليا (1967).

وتدقيقا في تصريحات هادي عمرو، يوم 30 نوفمبر 2022، بحديثه عن "طرفين عليهما وقف التصعيد"، يشير بوضوح كامل أن واشنطن تعتبر الاحتلال "طرفا شرعيا" في الضفة والقدس، وتتعامل معه وكأن "شريك محتمل" للمرحلة القادمة.

لم يدين بكلمة واحدة اعدام ستة فلسطينيين في 24 ساعة بينهم شقيقان، وأحد أبناء الأجهزة الأمنية، واعدام مواطن بعد السيطرة عليه، باعتراف قاتله ومفوض شرطة دولة الكيان.

عندما شارك بن غفير في احياء ذكرى الإرهابي كاهانا، أصدر نيدس بيانا غاضبا ليس ارتباطا بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومخاطر تعيينه وزير أمنيا بصلاحيات فريدة، وقوة مسلحة خاصة، تتولى تنفيذ قانونها في الضفة، لكن الاعتراض كون كاهانا يعتبر إرهابي وفق القانون الأمريكي، رغم رفع منظمته "كاخ" من قائمة الإرهاب، فيما تبقى منظمة التحرير.

"المفارقة الأهم"، انه في وقت تذهب الإدارة الأمريكية بتدعيم "حكومة الرباعي الفاشي" الجديدة في دولة الكيان، يخرج عدد من المؤثرين داخل "يهود أمريكا"، محذرين من مخاطر القادم، وبعضهم نعى دولة الكيان باعتبارها لم تعد هي الدولة التي وقفوا الى جانبها (السفير الأمريكي السابق في تل أبيب مارتن إنديك والصحفي توماس فريدمان)، فيما دعا المفاوض السابق أرون ميلر  الإدارة الأمريكية، وعبر مقال نشرته "واشنطن بوست" يوم 29 نوفمبر2022، بوقف تصدير الأسلحة الى إسرائيل، وهي المرة الأولى التي يخرج بها "يهودي أمريكي" بتلك الدعوة الصريحة، للتعبير عن مخاطر "حكومة الرباعي الفاشية".

سلوك الإدارة الأمريكية ومواقفها، بل وقاحة سفيرها في تل أبيب بزيارة مستوطنة وتعزيتهم، انعكاس للاستهتار الواضح بالرسمية الفلسطينية، ورسالة أن "لقاءات الابتسامات المتتالية" في رام الله أو غيرها، ليس سوى مسألة شكلية لا قيمة لها، خاصة في ظل عدم الغضب الرسمي الفلسطيني من فعلة نيدس.

رهان البعض الرسمي الفلسطيني على الموقف الأمريكي، ليس سوى وهم مركب، هدفه الحقيقي هروبا من مواجهة لم تعد "خيارا ذاتيا للفلسطيني" بل فرض ستجبرهم عليه "الفاشية اليهودية"، التي لا تعتبرهم بذي صلة.

ليت الرسمية الفلسطينية تغضب كما غضب بعض "يهود أمريكا"، من القادم الفاشي، وأن تخرج من "قوقعة التأتأة السياسية" التي تعيشها، وألا تعتقد أن تصريحاتها بوصف المشهد القائم يمكنه أن يمثل "سلاحا رادعا"، فدون الذهاب لخطوات فعل حقيقي تربك مشروع العدو العام، تصبح كلمات للتندر السياسي.

اغتيال 9 فلسطينيين خلال 48 ساعة برصاص جيش "الفاشية اليهودية" في الضفة الغربية، له أن يكسر كل مظاهر "الرتابة التقليدية" للرد الشامل بخطوات تربك مشروعهم المعادي...لو حقا يراد مواجهة ذلك.

ملاحظة: تقديم تعازي لبعض أسر فلسطينية من قبل الرئيس عباس وممثلي فتح ليس "إنجازا سياسيا"..المفروض أنه حق وطني ولازم يكون لكل من يسقط برصاص  العدو..وبلاش ممارسة الانقسام كمان في شهداء الوطن...عيب!

تنويه خاص: تصريحات مفوضية السجون في الكيان العنصري حول التزامها بتعليمات بن غفير..جرس انذار مبكر جدا لما سيكون حال أسرانا الأبطال..المسألة بدها حراك سريع جدا وفعل معه..وبلاش بيانات.. (لو.. سوف.. فيما)..الناس قرفتها بكل صراحة!