الإمارات: الواحد والخمسون الدلالات التاريخية والسياسية
تاريخ النشر : 2022-12-01 15:46

الأرقام في حياة الدول والشعوب لها دلالات سياسية عميقه وتحمل مناسبات تاريخية ووطنية تسترجع ذكراها لإستنباط العبر والدروس منها لتكون باعثا ودافعا على المضي قدما في مسيرة البناء، فحياة الدول لا تقاس بعدد السنين ولكن بإنجازاتها وقدراتها على التكيف وإحتواء التحديدات والتهديدات ، وبماهية نظام الحكم الرشيد الذى يواكب ويستجيب للتطورات المتلاحقة في بيئته السياسية الداخلية والخارجية. فعملية البناء وتفعيل قدرات ودور الدولة لا تقف عند حدود زمنية معينه،وهذا ما يميز الدول المتقمة عن غيرها والأرقام في حياة دولة وما يميز مسيرة الواحد والخمسين عاما و تحمل مضامين سياسية مهمة تبين إستحضارها مع كل إحتفال باليوم الوطنى للدولة حتى تتربى الإجيال على منهاج الوحدة والبناء والحب الوطنى والتسامح وإلإنسانية والخيرية التي أسس عليها مؤسس الدولة الشيخ زايد طيب الله ثراه وأخوانه الحكام دولة الإمارات. فاليوم الثانى من ديسمبر من العالم 1971 لم يعد مجرد تاريخ عادى في حياة الدولة فهو يوم التاسيس لدولة تحولت اليوم لدولة لها قيادتها الفاعلة والحاضرة ومكانتها ودورها إقليميا ودوليا. ولم تكن مهمة التأسيس مهمة سهلة ، بل جاءت في أصعب الظروف والتطورات السياسية التي عاشتها المنطقة ، فجاءت في ظل سياقات سياسية مهمة ، فأولا فكرة الإتحاد لم تكن فكرة مألوفة ومقبولة في ظل كيانات سياسية قبلية مستقلة فالتحول من الكيانية القبلية إلى الكيانية السياسية التي تمثلها الدولة هذا في حد ذاته أعظم إنجاز ، وفى ظل تهديدات إقليمية في المنطقة وتنافس بين أكبر قوتين آنذاك الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتى في ظل الحرب الباردة بينهما ومحاولاتهما ملء فراغ القوة الذى تركته بريطانيا بإعلان إنسحابها، ولم تكن الظروف العربية مواتيه في أعقاب نكسة 1967، وفى سياقات إجتماعية قبلية متعدده وغياب لدور المواطن وإنعدام للبنية التحتية ، وفى سياق وجود أكثر من مائتين جنسية وافده تعمل في الدولة . وكان الهدف منذ البداية قيام دولة الإمارات الجامعة لإماراتها السبعة في إطار مؤسساتى إتحادى والهدف الثانى إعدادالمواطن وتحوله من إنسان قبلى إلى مواطن ينتمى بولائه وحبه لدولة الإمارات . وهذه العملية لم تكن سهلة ولا يمكن أن تأتى بالإقناع اللفظى، وإنما من خلال نظام تعليمى يربى روح المواطنة وإنجازات مادية يستشعر بها المواطن تقوم بها الدولة، وعملية التاسيس هذه ما كان يمكن أن تنجح إلا بتواجد المؤسسون والمؤسس الأول الشيخ زايد بفكره الإتحادى وتسخيره موارد وقدرات إمارة أبوظبى لنجاح الإتحاد، وهذا هو من النماذج ألإتحادية الناجحة والمستمره كما في النموذج ألأمريكى .والدلالة السياسية الممتدة للعام الواحد والخمسون دلالات كثيرة أبداها أولا بأن الرقم الواحد والخمسون نهاية النصف المئوية ألأولى للدولة وبداية العام ألأول من النصف الثانى من هذه المئوية التي تتبنى كلها إنجازات وطموحات قيادتها وشعبها للوصول إليها .الدلالة السياسية الثانية التي يتميز بها هذا العام الوطنى تولى سمو الشيخ محمد بن زايد رئاسة الدولة بأسلوب حكم عكس رشادة وديموقراطية الحكم وهو أحد اهم مقومات نجاح دولة الإمارات ، عملية إنتقال سليمة بإجماع أعضاء المجلس ألأعلى للحكام وبمبايعة شعبيه تجسد صورة الديموقراطية المباشرة في الحكم. ومع هذا الحكم تتواصل مراحل الدولة الثلاث من مرحلة التاسيس إلى مرحلة التمكين لحكم الشيخ خليفة إلى مرحلة ألإنطلاق والريادة وألإنطلاق نحو المستقبل والفضاء الخارجي ، وما يلفت الإنتباه في هذه المراحل الثلاث مشاركة سمو الشيخ محمد بن زايد في مرحلة التاسيس ومرحلة التمكين وهذا في حذ ذاته عاملا آخر لنجاح الدولة والقيادة. ولعل أبرز سمات هذه االسنة لحكم سمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولةالحضور الإقليمى والدولى للدولة في العديد من المناسبات ومن صورها زيارات رئيس الدولة لأكثر من دوله ولقائه بقيادتها وأبرزها لقائه مع الرئيس الروسى بوتين ودور الوساطة والسلام الذى تقوم به الدولة لإنهاء الحرب الأوكرانية ، ومن ناحية إستقبال الدولة لعديد من رؤساء الدول ن وحضور الدولة لأكثر من نشاط دولى وإقليمى مثل لقاء شرم الشيخ للمناخ وإلقاء سموه كلمة عكست رؤية الدولة للمساهمة في حل مشكلة المناخ وإسهاماتها عالميا، وحضور الدولة لأول مرة قمة العشرين .وهذه الزيارات تعكس تمدد دور الدولة وحضورها عالميا إلى جانب هذا التميز لقاءات رئيس الدولة على مستوى الدولة ومشاركته للعديد من المناسبات الشعبية لمشاركة مواطنيه في مناسباتهم المختلفة.ومن أبرزها اجتماع حكومة الإمارات ووضع رؤية الدول للعام 2030 وهى رؤية وطنية على مدار العقد القادم. والإستمرار في مسيرة الإنجازات الداخلية وتبوأ مراكز متقدمة في العديد من المؤشرات العالمية في التنمية المستدامة والحكم والسلم والتسامح. ليضع الدولة في مصاف الدول المؤثرة والحاضرة في العديد من القرارت الدولية. وإذا كان لهذه المؤشرت والإنجازات في العام ألأول من النصف الثانى لمئوية الإمارت من دلالة فهو ان أن الدولة تسير في الإتجاه الصحيح والسليم نحو المستقبل الذى تصنعه وتسبقه بإنجازاتها. ويبقى أن اهم الإنجازات النجاح في تأسيس الهوية الوطنية المتميزة للدولة التى تقوم على التنوير والإنفتاح على كافة الثقافات والحضارات الأخرى لتكتمل معها روح الإتحاد وروح الأمة الإماراتية.