تدخل وقح..! تحدي الشرعية.. صح النوم؟!
تاريخ النشر : 2022-12-02 11:56

"إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق... ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة"؟
تدخل وقح..!
أرسل 17 نائبا من أعضاء البرلمان الأوروبي، رسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يطلبون فيها مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر.
ويأتي هذا الطلب، كون الجزائر واحدة من بين أربعة مشترين رئيسيين للأسلحة الروسية، كما أعرب النواب عن قلقهم، متهمين الجزائر "بتمويل الحكومة الروسية من خلال شراء معدات عسكرية".

مشاكسة.. أليس هذا الطلب لـ17 نائبا أوروبيا، سلوكا وقحا وتجاوز لكل حدود اللياقة ومحددات العلاقات الدبلوماسية بين الدول؟ فهل يريد هؤلاء "النوائب" الأوروبيين أن يفرضوا وجهات نظرهم على الدول الأخرى؟ ألا يعي هؤلاء "النوائب" أن الجزائر دولة مستقلة دفع شعبها ثمنا غاليا من أجل التحرر من الاستعمار الاستيطاني لأحد دولهم؟ وهل اتفاقية الشراكة مصلحة جزائرية فقط ؟ أم هي مصلحة أوروبية أيضا؟ وهل اتفاقيات الشراكة هي في نظر هؤلاء قيد سياسي على الدول التي توقعها معهم؟ ألا يكشف هذا السلوك أن أوروبا لم تستوعب بعد عشرات العقود من تحرر دول العالم من وجودها الاستعماري،أنها ما تزال تفكر بعقل استعماري؟ ألا تعلم تلك الدول أن العالم يتغير وأن زمن الهيمنة الاستعمارية الأوروبية قد انتهى ؟ ثم هل يريد أولئك "النوائب" أن يحددوا للجزائر مع من تقيم علاقاتها؟ وكيف تبني قواتها العسكرية؟ ثم هل يحق لممثلي دول هي عبارة عن مستعمرات أمريكية أن تفرض وجهات نظرها على دولة حرة مستقلة؟ ومتى يدرك هؤلاء أن الجزائر أكثر حرية منهم؟ أم أن ما أثار حفيظة تلك "النوائب" هو طلب الجزائر الانضمام إلى مجموعة دول " البريكس"؟

تحدي الشرعية.. صح النوم؟!
عقبت الرئاسة الفلسطينية، على الاتفاقات والتفاهمات التي أعلن عنها الائتلاف اليميني الإسرائيلي، ضمن برنامج الحكومة الإسرائيلية القادمة.
السلطة طالب الإدارة الأميركية أن تحدد موقفها بوضوح من هذه التفاهمات الإسرائيلية التي تتحدى الشرعية الدولية ومواقف المجتمع الدولي، بما في ذلك الموقف الأميركي الرسمي نفسه.

مشاكسة.. أليست دعوة السلطة لواشنطن تحديد موقفها من اتفاق نتنياهو مع بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير هي رسالة للشخص الاعتباري الخطأ؟ ثم أليست الولايات المتحدة هي الراعية والمدافعة والداعمة لسياسات التهويد والضم، وأن وزير خارجية الرئيس السابق ترامب اعتبر أن الاستيطان أمر مشروع؟ ثم أليس اعتبار أن هناك يمين صهيوني استيطاني يمثله نتيناهو يختلف عن اليمين الصهيوني المتطرف الذي يمثله سمرتريتش وبن غفير مع نتنياهو، هو عوار سياسي وفكري ؟ ثم هل صحيح أن السلطة لا تعرف موقف واشنطن من الترتيبات السياسية في الكيان الصهيوني؟ لكن أليس من السُخف اعتبار أن هذه التفاهمات الإسرائيلية هي التي تتحدى الشرعية الدولية ومواقف المجتمع الدولي؟ لأن السؤال عندئذ هل استجاب الكيان الصهيوني في أي وقت من الأوقات لقرارات الشرعية الدولية ومنذ زرعه في فلسطين؟ ثم كيف تطلب السلطة من أمريكا تحديد موقف وهي التي استخدمت( الفيتو) من 10/9/1972 وحتى 18/2/2011 لحماية الكيان الصهيوني 43 مرة ضد القضية الفلسطينية والعربية؟ ثم متى تعي السلطة أن الولايات المتحدة في الموضوع الفلسطيني على الأقل هي عدو؟ فهل يستقيم والمنطق أن تطلب من عدو أن يحدد موقفا من قضيتك؟ لكن يبدو أن المشكلة هي في ذهن السلطة التي لا تعتبر الكيان الصهيوني ابتداء عدوا؟ فكيف يمكن لها أن تعتبر أمريكا عدوا؟!