شلومو
تاريخ النشر : 2023-01-25 22:08

كملِكِ ليلٍ بجندِهِ أتاني ..
حشرجَ جهازُ الإرسالِ في الريحِ، وتقطّعَ صمتُ حظرِ التجوال، وكنّا رُقودا، ورطانتُهم تموجُ ..
أنطفأ المحرّكُ، وقلتُ:
جاء.
وانهمرَ الطرقُ، وهو يصيح:
افتحْ.
لحظتها لم يوجدْ في كوكبنا؛ منْ يُبعدُ عنّا شلومو.
وتعجلني:
افتحْ.
وكان المِفتاحُ بيدي، وأنا أسأل:
وأين المفتاحُ؟
وصرختُ من ضيقي:
اكسره.
وطار بابُ الصّفيح.
دهَمنا، وصار يفتشنا ..
فتّشَ لحمنا، وعظمنا، ودقّقَ في أنفاسنا، ثمّ كمنتصرٍ قبضَ على رمادِ المِنفضة.
صرخَ:
مِسودةُ البيان ..
وهاج شلومو:
أين الماكنة؟
في الكوخِ عاد يجري .. قلّبَ متاعَنا الذي كان للتوّ قلّبه، ثمّ قلّبَ طِشتَ الغسيل،
وصمتَ.
صمتَ شلومو، وكان يحدّقُ .. في طِشتِ الغسيل.