الارتباك الفلسطيني امام مجزرة جنين
تاريخ النشر : 2023-01-26 17:55

العملية العسكرية الاجرامية في مخيم جنين صباح اليوم الخميس تأتي في سياق العدوانالعسكري الاسرائيلي المستمر ضد الضفة الغربية خاصة مدينة جنين ومخيمها.

رافق العدوان على جنين تدفق كبير للاخبار والمعلومات المتناقضة من وسائل الاعلامالاسرائيلية التي ادعت ان الشاباك هو الذي يقود العملية العسكرية وقوات كبيرة منالجيش والقوات الخاصة تقوم بعملية مهمة لاعتقال هدف كبير واحباط هجوم كبيريخطط له من داخل مخيم جنين.

واستخدم الجيش الإسرائيلي صواريخ مضادة للدروع في عدوانه على جنين  واستشهادعدد كبير من المقاومين.

الهدف المعلن من العملية التي تمت  في وضح النهار  بحسب الصحافيين الاسرائيليينوالعدد الكبير  لقوات الامن والجيش   يشير إلى أهميتها وإلحاحها، ويتحدث  المسؤولونفي المؤسسة الأمنية عن إحباط هجوم كبير خطط له لأول مرة منذ سنوات.

أي كان  التبرير والادعاء، فدولة الاحتلال ليست بحاجة للتبرير  بارتكاب الجرائم وردع وكيوعي   الفلسطينيين من خلال الترويج لاحباط عمليات محتملة للمقاومة.

وفرض  الجيش الاسرائيلي رقابة على المعلومات وكان متعمدا ضخ المعلومات المتناقضةلخلق حالة من الارباك في صفوف المقاومة والفلسطينيين الذين يراقبوا العملية ويتلقواالمعلومات من الاعلام الاسرائيلي، حول حجم العملية وعدد الشهداء والاصابات والتدميرالذي قام به الجيش الاسرائيلي، ومنع سيارات الاسعاف والطواقم الطبية من انقاذالمصابين وتقديم الاسعاف الاولي لهم ونقلهم للمستشفيات. واستهداف وسائل الاعلاموالصحفيين لمنعهم من التغطية بإطلاق النار تجاههم.

ومع كل هذا التدفق والتضليل الاسرائيلي والارتباك الفلسطيني الرسمي والفصائليوالشعبي العاجز  عن فعل موحد والانتظار وتلقي الاخبار من الاعلام الاسرائيلي الشريكفي الجريمة.

عندما يتعلق الامر بالفلسطينيين يتجند الكل اليهودي ضد الفلسطينيين خلف الجيشونشر روايته والحديث عن بطولات الجنود وانجازاتهم في قتل الفلسطينيين. ولم  ينتظرالمراسلين والمحللين العسكريين  انتهاء العملية الاجرامية ونشر الاخبار المضللة وفقا لماتمليه عليهم المؤسسة الأمنية والعسكرية، واخذوا في الحديث ليس فقط عن حجم العدوانوقتل الفلسطينيين واثاره الكارثية على حقوق الانسان الفلسطيني، انما الحديث  عنتداعيات العمليات العدوانية في مدن ومخيمات الضفة واستهداف المقاومين وسقوطالشهداء .

ما يقوم به الجيش الاسرائيلي  في عموم الضفة الغربية وخصوصا جنين سيجري غداوهو مستمر بذرائع مختلفة، ولا رادع أو مواجهة شاملة، وان ما تقوم به المؤسسة الامنيةوالعسكرية طالما يتعلق بالفلسطينيين فهو في خدمة دولة الاحتلال والمستوى السياسيأي كان توجهه سواء كان يميني او وسط او يسار صهيوني. فالهدف واضح وواحد هواستمرار الاحتلال  وفي سياق المشروع الاستعماري الاستيطاني، وفي قلبها التوجهاتوالخطوط العريضة الواضحة للحكومة الجديدة العنصرية الفاشية باستهدافالفلسطينيين، ورموزها الفاشي ايتمار  بن غفير  وبتسلئيل سموترتش باقتحام  الحرمالقدسي الشريف وسن القوانين وحماية ودعم الجنود الاسرائيليين وتحصينهم حتى منالمساءلة الشكلية من  خلال عمليات القتل والاعدام الميداني اليومي للفلسطينيين. فيبيوتهم والحواجز  والاعتقالات اليومية، وهدم البيوت، والتهديد باخلاء الخان الاحمروغيرها من عمليات التهجير في مسافر يطا وتنفيذ خطط الضم وحسم الصراع في الضفةالغربية المحتلة. إضافةً الى حسم اموال الضرائب وتقايض السلطة الفلسطينية العاجزةوالتي اصبحت عبئ على الفلسطينيين.  واستهداف فلسطيني الداخل و الاستفراد بهموالخطط العنصرية في النقب وتهويد الجليل.

العدوان مستمر ولن يتوقف، طالما بقي حال الفلسطينيين على ما هو عليه من بؤسوانقسام واختلاف في الخطط والمصالح وانتظار ، وعود امريكية بالتهدئة وضبط  النفس.

يبدو أن القيادة والفصائل لا يدركوا خطورة هذه الحكومة وعدم قدرتهم على استغلالالفرص وفضح هذه الحكومة الفاشية ومواجهتها بالوحدة كل جميع وسائل المقاومةواستثمار تصاعدها في الضفة الغربية.

القادم أسوأ والتداعيات ستكون أخطر في الايام القادمة في ظل تحذير بن غفير من حارسالاسوار 2 ، ومحاولات الاحتلال الاستفراد بالفلسطينيين حسب المناطق التي يعيشون بها.

في ظل هذا المشهد الدموي وحال العجز والانتظار، والتغول الاسرائيلي العنصريالفاشي، فان مواجهة الاحتلال ليست باصدار  تصريحات الادانة والاستنكار والشجب،وشعارات التهديد بل بخطط وفعل وطني وحدوي.