حزب الشعب يدعو لاستراتيجية وطنية موحدة
تاريخ النشر : 2023-02-14 10:21

رفح: دعا نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب يوم الثلاثاء، إلى الضرورة الملحة والعاجلة للتوافق الوطني على استراتيجية وطنية واحدة يلتزم فيها الجميع قولا وعملا، لتمكين شعبنا الفلسطيني من مواجهة المخاطر المتصاعدة تجاهه كشعب وارض وقضية، لا سيما في ضوء تشكيل حكومة الاحتلال الاسرائيلي اليمنية المتطرفة والفاشية.

خلال ندوة سياسية نظمها حزب الشعب الفلسطيني بمحافظة رفح على شرف العاشر من شباط، الذكرى الحادي والاربعون لإعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني، وقد شارك فيها حشد كبير من القوى السياسية الفلسطينية ومن الوجهاء والشخصيات الاعتبارية وقيادة الحزب وكادره في المحافظة.

وقال غنيم في مداخلته "إننا نريد استراتيجية يشارك في صياغتها الجميع ويلتزم في تطبيقها الجميع، وتتسم بالواقعية الثورية وقابلة للتنفيذ، وجوهرها هو مقاومة ما يسعى ويقوم به الاحتلال من ممارسات ومواقف وسياسات عدوانية، سواء كان ذلك على المستوى الفلسطيني او العربي والاقليمي او الدولي".

وأشار غنيم إلى ان ما يجب ان ترتكز اليه هذا الاستراتيجية من محاور هامة، في مقدمتها الانطلاق من ان العلاقة مع الاحتلال تقوم على اساس الصراع التناحري، والابتعاد عن بدعة اجراءات تعزيز الثقة او التنسيق الامني او التفاهمات او الهدنة، وبما يعنيه ذلك من تنفيذ لقرارات المجلسين الوطني والمركزي، والتي ترتكز لوقف العمل باتفاقيات أوسلو التي تخلت عنها اسرائيل.

وكذلك الاسراع في انهاء حالة الانقسام على المستويات كافة بإرادة وقناعة فلسطينية بعيدا عن خضوع أي من المواقف لمصالح فئوية او شخصية، او لأجندات ليس لها علاقة بمصالح شعبنا؛ مؤكداً على اهمية ان تعالج هذه الاستراتيجية ما يعزز صمود الناس من خلال تلبية حاجاتهم المعيشية ووقف مظاهر التغول على ما يقتاتون به وعلى حقوقهم وكرامتهم، ومعالجة مختلف الاسباب التي تدفع ابناء شعبنا للهجرة خارج الوطن، الامر الذي يجب ان تتحمل مسئوليته الحكومة الفلسطينية استنادا لتعديل أولوياتها.

وكذلك العمل على تعزيز وتفعيل المقاومة الشعبية وفق برنامج طموح ومنظم تديره قيادة موحدة تعمل على ابتداع اشكال واساليب هذه المقاومة ارتباطا بالحالة الملموسة لمختلف الساحات، وتسعى لتطوير الحالة الثورية الشعبية باتجاه الانتفاضة الشاملة على قاعدة الخلاص من الاحتلال والاستقلال وتقرير المصير والعودة، والالتزام بمبدأ ادارة المعركة مع الاحتلال وفقا للأساليب والتكتيكات التي تقر بصورة وطنية وجماعية.

وأضاف قائلا " هناك خطر داهم تسعى اسرائيل وحلفائها له، وهو العمل على تشتيت التمثيل الفلسطيني، والتعامل مع الفلسطينيين كمجموعات سكانية متناثرة، وذلك من خلال ضرب وحدانية ثمثيلهم، أي بمعنى محاولة سحق م.ت.ف وما تمثله كعنوان سياسي تمثيلي وحيد لشعبنا ، الامر الذي يحتاج لتعزيز قوتها وتمتين مكانتها، وذلك من خلال التفعيل الجاد لمؤسساتها المختلفة، واشراك كل القوى الفلسطينية الفاعلة فيها، ووقف أي مظاهر وممارسات داخلية تضعف من شانها، والتفاعل الحي والمبدع مع قضايا شعبنا في الداخل وخارج، وتطوير اداء سفاراتنا بما ينسجم والحالة النضالية التي تسعى الى تحقيقها هذه الاستراتيجية".

 وعلى المستوى العربي اضاف " اسرائيل نجحت في مساعيها التطبيعية مع العديد من الدول العربية، مما شكل طعنة للموقف العربي المشترك الرافض للتطبيع وكذلك للقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا العادلة، مما يتوجب علينا الاسراع في سد هذه الثغرة انطلاقا من توحيد صفوفنا وترتيب اوراقنا، وكذلك مواصلة العلاقة وتعزيزها مع جميع القوى والفعاليات المناهضة للتطبيع في سائر الدول العربية".

ودولياً أوضح غنيم قائلا "ان اسرائيل تواصل ترويج روايتها الزائفة والمخادعة، والتي تنطلق من انها "الضحية" وشعبنا هو " الجلاد والمعتدي" ، وذلك بهدف توسيع قاعدة حلفائها وانصارها، لتحقيق مزيدا من الدعم السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري لها، مما يستوجب اعداد خطة فاعلة تشكل هجوما سياسيا ودبلوماسيا لنسف هذه الرواية واقناع الاخرين بروايتنا ومواقفنا العادلة، وما سيساعدنا في تحقيق ذلك هو تطوير أداؤنا النضالي وأساليبه على المستويات كافة، لا سيما امام ما نشهده وما سيتطور لاحقا من ممارسات فاشية من قبل حكومة الاحتلال الجديدة، والتي ستضاعف من اجراءاتها التعسفية لضم المزيد من الاراضي وبناء المستوطنات، والعمل ما امكن على تهجير ابناء شعبنا بوسائل مختلفة. هذا الى جانب تطوير العلاقة مع حركات التضامن الدولي مع شعبنا، والقوى الفاعلة والداعية لمقاطعة اسرائيل، وكذلك رفع مستوى المواجهة ضد حكومة الاحتلال وممارساتها الفاشية في مختلف المحافل الدولية وفي مقدمتها محكمة لاهاي".

وبمناسبة ذكرى اعادة التأسيس قال غنيم "إنها مسيرة ابتدأها رفاقنا الشيوعين الاوائل منذ قرن مضى ، ليرتبط تاريخ حزبنا بنشأة وتطور قضيتنا الفلسطينية .. تركنا بصمات واضحة في هذه المسيرة خلال المحطات والانعطافات الهامة والمفصلية .. لازلنا على عهدنا مع شعبنا ومع شهدائنا ان نواصل المسير نحو الشمس الى ان تشرق في سماء الوطن حرية وعدالة وكرامة ومساواة "، مستذكرا المحطات التاريخية والمفصلية في تاريخ الحزب وابرز مواقفه التي اعتبر انها شكلت حجر الزاوية في السياسة الفلسطينية.

من ناحيتهم هنأ ممثلو الفصائل الوطنية والاسلامية الحزب بمناسبة الذكرى، وأشادوا بدوره الوطني والاجتماعي وبصدق مواقفه ، مؤكدين على ضرورة واهمية التوافق على استراتيجية وطنية جامعة تمكن شعبنا من مواجهة حكومة التطرف والارهاب الاسرائيلي، وتساعد في مراكمة انجازاتنا نحو الانتصار وتحقيق اهداف شعبنا العادلة والمشروعة، وفي مقدمة ذلك الانهاء الفوري لحالة الانقسام الذي وصفوه بالكارثي والمدمر على المستويات كافة.

وفي ختام الندوة التي ادارها يونس النواجحة القيادي في الحزب، قامت الفصائل الفلسطينية بتقديم دروع التقدير للحزب بهذه المناسبة، كما تم تكريم اسر شهداء الحزب بالمحافظة.