بعد مذكرة بوتين ماذا بشأن قادة المستعمرة؟
تاريخ النشر : 2023-03-20 19:11

لو سلمنا جدلاً بكل الأسباب والذرائع والحجج الأميركية الأوروبية لمطالبة الرئيس الروسي بوتين للمثول أمام محكمة الجنايات الدولية، على خلفية الاجتياح الروسي لأوكرانيا وتداعياتها الجرمية، لماذا لم تتدافع واشنطن والعواصم الأوروبية التي صنعت المستعمرة على أرض الفلسطينيين، الذين تعرضوا لجرائم التصفية والتطهير العرقي وللمجازر الموصوفة على يد منظمات الإرهاب الصهيونية، وتشريد نصفهم خارج وطنهم فلسطين، لماذا لم تعمل عواصم الغرب على مطالبة قادة المستعمرة وإرغامهم في الاستدعاء والمثول أمام المحاكم المماثلة، وهم ما زالوا يواصلون ارتكاب الجرائم منذ قيام المستعمرة إلى الآن بحق الشعب الفلسطيني؟؟.

الا يستحقون على أثر جرائمهم الاستدعاء والمحاكمة على ما فعلوه من تصفيات وقتل وأذى بحق شعب بكامله، بحق أطفاله ونسائه وشبابه ناهيك عن تصفيات متعمدة واغتيالات لقياداته وشبابه؟؟.
قادة المستعمرة أخلوا بشرط الأمم المتحدة مقابل قبول عضويتها: عودة اللاجئين إلى بيوتهم، وهي لم تفعل ذلك منذ عام 1948 إلى الآن، ومع ذلك لم تتعرض قياداتها للمساءلة والاستدعاء، والمحاكمة.
المستعمرة تحتل أراضي كامل خارطة فلسطين، وأرض الجولان السوري وجنوب لبنان، ألا يستوجب مواصلة احتلالها، إجراءات عقابية ترغمها على التراجع والإنسحاب؟؟.

المستعمرة يومياً تقتل بلا أدنى وازع قانوني أو أخلاقي أو إنساني، بما فيهم اطفال دون الثماني عشرة سنة، من يقف ضدها؟؟ من يرفض سلوكها؟؟ من يسعى من هذه البلدان المتحضرة لمحاسبتها: الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، وأي من بلدان أوروبا المتطورة: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا؟؟.

من المؤكد أن دوافعهم نحو أوكرانيا تختلف عن دوافعهم نحو فلسطين؟؟ ومن المؤكد أكثر أن دوافعهم نحو روسيا يختلف عن دوافعهم نحو المستعمرة!!.

ولهذا حينما يصف الفلسطينيون أن الولايات المتحدة وأوروبا يكيلون بمكيالين مختلفين، فهم محقون بذلك، لأن الظلم الواقع عليهم وضدهم لا يجد من يردعه، ولا يجد شعب فلسطين من يقف إلى جانبهم حقاً، أو يقدم لهم مظلة تحميهم من عسف الاحتلال وجرائمه واستمراريتها!!.

لو فعلت أوروبا التي صنعت المستعمرة، ومن بعدهم الولايات المتحدة التي تبنت المستعمرة كاملة، حيث تقدم لها كافة أنواع الدعم المالي والعسكري والاستخباري وتحميهم سياسياً وقانونياً، وتمنع عنهم أي إدانة أو مساءلة من قبل الأمم المتحدة ومؤسساتها، لو فعّلت بلدان أوروبا والولايات المتحدة ضمائرهم، هل تتمادى المستعمرة وتواصل جرائمها بحق الشعب العربي الفلسطيني؟؟.

بعد سنة واحدة من الاجتياح الروسي لأوكرانيا، صدرت مذكرتي استدعاء واعتقال من قبل محكمة الجنايات الدولية بحق الرئيس الروسي، أما المستعمرة الإسرائيلية، التي تحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية منذ عشرات السنين، لم تتعرض لأي مساءلة أو استدعاء لأي من قياداتها رغم أن أياديهم ملطخة بدماء الفلسطينيين الأبرياء!!.